مقابلات

د. هاني عاشور لـ”برقية”: الصحافةُ أصيبَتْ في مَقْتَلٍ..وأرى نفسيَ مختصَراً لما قرأتُ، سلباً وإيجاباً!!  

        هذه هي المقابلة العاشرة، وأنا فيها قـُبالةَ صديقٍ، أريبٍ، أمسكَ دنياهُ الخاصّة من جهاتٍ أربع، إذْ بدأ فتوّتَه شاعراً، وأمضى جُلَّ شبابهِ صحافياً، ومن عَتَبةِ الشبابِ إلى عتبة الكهولةِ صارَ أكاديمياً، فنالَ “دكتوراه النقد” في الأدب العربي، وأودعَ ملكاتِه الثلاث هاتِهِ في خزانة معارفهِ التراثية والحديثة، ليَظهرَ إلى الناس منذ سنينَ في هيئة محلّلٍ سياسيٍّ استراتيجيٍّ، يتابعُ الخبرَ، والمعلومةَ، والتحليلَ، والفكرةَ، مستقصياً الحقائقَ في مظانّها، لنراهُ في الفضائيات لسانَ الجمعِ، لا الفئة، وعقلَ الوسطية، لا الانحياز، ومنهج السَّلام لا الصِدام!.

            أسئلةُ مقابلتي اليوم مع الشاعر، الصحافي، الكاتب، الأستاذ الأكاديمي، الدكتور هاني ابراهيم عاشور العامري، والمعروف على نطاق واسع باسم شهرتهِ “هاني عاشور”، الذي عَرَفتُه منذ أربعة عقودٍ، لم نفترقْ في بحرها إلا لنلتقي. وحتّى عندما رحلتُ عن العراق سنة 1998، ومكثتُ في الأردن سنتين، قُبيل أنْ أرحل إلى منفايَ في كندا، زارني “سِرّاً” في عمّان، مؤكّداً بذلك وفاءَهُ لصداقتنا الحميمة. ولمّا زرتُ العراق آخر مرّة، قبل نحو سنتين، آمنني من خوفٍ، وأطعَمَني من جوعٍ، إذ أضافني إلى عُدادِ ساكني بيته العامرِ، العامريّ، لأكثر من أسبوع. ومنذ ذلك التاريخ، عُدنا إلى سابق ما كنّا عليه في ثمانينياتِ القرن الماضي وتسعينياتهِ، نتجاذبُ أطرافَ الحديثِ يومياً في ما صَغُر وكبُر، في إطار تفاهمٍ، صداقيٍّ، فيه ألفةُ الودِّ، وودُّ الألفة. وبها لا بغيرها، أنشأتُ أسئلةَ مقابلتي، فأنشأ “أبو لبيد” أو “أبو اللّبدِ”، إجاباته، بما فيها من ثراء، وعمقٍ، و”تعليمٍ” أيضاً.

       وإذ أحيّيهِ من مدينة “كالغري” في كندا، كلّما جاءني على الهاتفِ يومياً من بغداد: “سلاماً يا أبا اللُّبدِ…بلا حصرٍ ولا عددِ”، “يَخِمِشُ” قلبي ذِكرُ حبيبنا الراحل الشاعر المبدع “لبيد هاني عاشور”، الذي رثاهُ أبوه بقصيدةٍ، هي من عيون شعرهِ، قال فيها:  

          أنـا اليتيـمُ وأنـتَ الـوالـدُ الـولـَدُ

          مجـازُ معناكَ لا يَرقى لهُ أحـدُ

          قد كنتُ أرجو أرى كفّيك تُلحدَني

          لـكـنْ رأيـتـُك فـي كفــيَّ تُلتحَـدُ

    الرحمةُ والبركةُ وجنّاتُ الفردوس لفقيدنا الغالي، الذي يخالطُ ذكرهُ شَغَافَ قلبِ أبيهِ، ويسكنُ عقلَه، ووجدانَهُ، ولا تكفُّ أوتارُ حَنجرتهِ عن “حشرجتها”. لذِكرِه في كل حين…

      وإليكم ما دار من كلام جزْلٍ، وجزيلٍ في إجاباتِ، الدكتور هاني عاشور عن أسئلتي:   

  

   **”برقية”: بما لديك من خِبْرة صحفية، وأكاديمية كيف تنظرُ إلى تأثير التكنولوجيا الرقمية في وسائل الصحافة التقليدية؟

  ــــــــــــــ د. هاني: عن قصدٍ أو دونَ قصدٍ ، فإنّ نتاجَ العقلِ البشريّ ،  يحاول أنْ يتحكّم بطبيعةِ البشرِ سلباً او إيجاباً ، فالمُنْتِج المُبتكِر بقدرِ ما يفكِّرُ بالإفادةِ يفكر بالإضرار أيضاً، وتلك طبيعة البشر الذين قال الله عنهم (قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ) ، فالمؤكد أنّ الذي أنتَجَ التكنولوجيا الرَّقمية وضعَ في حُسْبانِهِ كيف يؤثّر في الآخر، وبذلكَ زحزحَ القيمةَ العُليا عن حقيقتها الإنسانيّة المُفترضَة ، وكذلك ما حدثَ في الإعلام الرقميّ ، ونحن بقدر ما نصدّق ما نقرأ ،  نكذّبُ ما نقرأ حينَ تشتغلُ عقولُنا بتحليلِ ما نقرأ ، وحينَ يتوقّفُ العقلُ عن مهمّتهِ تتسرَّبُ السذاجةُ ، وحينَ يستخدمُ المُتخصّصُ الإعلامَ الغرضي ، فإنّه يجد فسحةً لتمرير غرضيّتهِ المزعومة .

لقد ساهمت التكنولوجيا الرقميةُ في سرعةِ الانتشار وايصالِ المعلومةِ ، وتنظيم التقنياتِ التصميمية فأصبحتْ أكثرَ جاذبيةً واهميةً ، ولكنها تفنَّنت في تزييفِ الوقائع ، فأحدثتْ استمالاتٍ عاطفيةً تحرُّك الشعورَ وتغمِطُ فعلَ العقل ، وفي ذلك تكمنُ خطورةُ تلك التكنولوجيا التي بلغتْ من الافتراءِ ما لا يُحدّ ، من تغيير الأصواتِ وتقليدِها ، وتزييف الصورِ والمشاهدَ ، فأبدعت افتراءً ، لم يكن يعرفْهُ الناس حتى في دسِّ الروايات ، أو صناعة السَّرديات ، فأصبحت  تصريحاتُ التكذيبِ في الصحافةِ ، أكثرَ من تصريحاتِ الخبرِ الصحيح الموثوقِ وبذلك أصَابت الصحافةَ في مَقْتَلٍ أبعدَها عن مهمّتها التي ولِدت من أجلِها .

   **”برقية”: هل في العراق الآن مستوىً من الأداء الإعلامي يتّسق ولو بنسبةٍ معقولةٍ مع معطياتِ التطور العالمي؟.

   ـــــــــــــــــــــ د. هاني: ما يُؤسف له في العراق أنَّ استخدامَ التكنولوجيا الحديثة أبعدَ الإعلامَ عن مهمتهِ وتحوّل الى دعايةٍ ، وفقَ رغبةِ المالكِ للمؤسسة الاعلامية ، فاغلبُ المؤسساتِ الإعلامية، تلفزيونيةً أو صحافيةً أو وكالاتِ أنباءٍ لا يملِكُها أهلُ خبرةٍ وعلمٍ إلّا ما نَدرَ ، بل أصحاب رؤوسِ أموالٍ ، وأحزابٍ ، اختلفت توجُّهاتُهم عن مرادِ الأغلبيةِ الشعبيةِ ، واصبحت تُحاكي فئةً دون أخرى ، فتمَّ استخدامُ التقنياتِ الحديثةِ في الترويج لا في صحة المعلومة ، كما أصبحتْ حالةُ ارضاءِ المالكِ هي الهدفُ الاعلامي ، فافتقدَ الإعلامُ نكهتَهُ ، وأصبحت الإثارةُ تعتمد على تقنياتٍ حديثةٍ ، بدل أنْ تكون التقنياتُ في خدمة المعلومةِ ، واذا ما انتقدَنا الإعلامَ المركزيَّ المركّز في السابق ، فإننا ننتقد اليومَ التشتّتَ الإعلامي ، ودليلُ ذلكَ أننا في العراق لم ننجحْ في تقديم أيةِ صورةٍ إيجابية لبلادنا للعالم ، ولم نعدْ مصدرَ الخبر العراقي ، فيما الإعلام العالميّ يؤثر في مجتمعنا بطريقةٍ فاعلةٍ ويتلقاهُ المجتمع  بغفلةٍ ويتركُ بصماتِ أهدافهِ في عقولِ الناس ، ولم نتمكّنْ حتى الآن من صناعةِ رأي عامٍ عراقي ، بل آراءٍ مشتتةٍ تُقسِّم المجتمعَ ، وتنقلُ تأثيرَ الإعلام الخارجيّ وتعزّزُ تسويقَهُ  في المجتمع العراقي ، فأصبحتْ تقنيةُ النقل هي الاصل وتعدّدت فروعُ النقلِ بما يلبّي رغباتِ القائمين بأموالِهم واجنداتِهم ، وكان من مصيبةِ ذلك أنّ المهمة أصبحتْ إيقافَ العقل بدلَ تنويرهِ وتفعيلهِ .تتطور مع تطور الحياة.  

   **”برقية”: عالمياً هل هناكَ حركةٌ ثقافةٍ مزدهرةٍ أم هي الآن في تدهور، أم لها مسارٌ آخرُ بحكم تداعيات العولمة؟.

   ـــــــــــــــــــــ د. هاني: أظنُّ وحسْبَ فهمي أن الثقافة هي فن التعبير عن الحياة ، وهي تتطور مع تطورها ، والحكم على الثقافة بنمط واحد ، هو حكم جائر لن يصنع تطوراً أو فهما متجدداً للحياة ، وغالبا ما تتطور ادوات الثقافة بتطور الحياة تقنياً وفنياً وفكرياً ، وهكذا فهمَ عالمُ الغربِ ثقافتَهُ الحالية ، فيما بقينا نفهمُ الثقافة في حضارتنا العربية بمحورِ الأدبِ ، عبر قرونٍ من الزمن ، وقد تغلغلتْ رؤيتُنا العربية الى جوانب أخرى مثلِ الدين والعلوم الانسانيةِ ، فاصبح المثقفُ هو من يستطيعُ تفكيكَ الماضي ، ونقدَ السردياتِ التاريخية ، لكنَّ ذلك للأسف لم يُنتِجْ ثقافة جديدة ، بل ظلّت الثقافة في إطارِ محاورٍ ثابتة ، لا تخرج للحياة الجديدة ، فاصبحت المسافةُ شاسعةً بين فهمنا للثقافة وفهم العالم المتطوّر لها ، وما زِلنا نعتقدُ أنّ العالمَ الغربيَّ يحاربُ ثقافتنا ، ولكن الحقيقة إنّهُ تسارعَ في خُطاهُ ، وبقينا في دائرة  الشكِّ ، العالم ذهبَ الى الفضاء ، وبقينا في الوديان ومغاراتِ الجبال نبحثُ عن مسلكٍ للخروج.

إنَّ ابرز مهماتِ المثقفِ هو البحثُ عن رؤية جديدة للحياة تنسجم مع تطور  مفاهيمها ، فرؤيةُ العالم بنظرةٍ سابقةٍ لا تنسجمُ مع العالم الآن ، وتفكيكُ التاريخ يمكن أنْ يكون خطوةً ولكنَّهُ لن يكون الهدفَ ، أنا لا اعتقدُ أنّ الثقافة غابتْ ، ولكنّ الحقيقة أننا غِبنا عن ثقافة العصر الحديث ، وما زلتُ اتذكرُ ذلك الطبيب البارز الذي سألني مرة وكنتُ أعملُ في دار الشؤون الثقافية رئيساً لتحرير مجلة المورد وكان يرغب بطباعة كتاب عن (تأثيرات مرض السُكّري )، ، سألني هل في مؤسستكم، تطبعون فقط الشعرَ والقصصَ والرواياتِ؟ ، فأجبتُه بل كل ما يتعلّق بالحياة فاستغربَ من جوابي ، وقال إنّهُ يرغب بطباعة كتابه لإنّه يضيف للانسانِ ثقافةً صحية ، والحقيقة كان مصطلح الثقافة الصحية ، مثيراً لأنّ الحقيقة ، هي أنّ الثقافة فن التعامل مع الحياة وفهمها، هكذا فهم الغرب الثقافة ، بينما نحن ازحنا الثقافة الى الخيال أكثر من الواقع .

    **”برقية”: كيف تعطي رأياً فاحصاً بطلبة الإعلام والصحافة على مستويي جامعات الدولة والأهليات؟

   ــــــــــــــــــــــــــ د. هاني: ما زلتُ اعتقدُ أنّ ما يجب أنْ يتوفر في الإعلامي او دارس الإعلام أكاديمياً ، هو الرغبةُ ثم الموهبةُ ، إلا أنّ ما رأيتُه في دارسي الاعلام بوصفي أستاذاً في كلية الاعلام أنّ غالبية الطلبة جاءت بهم معدلاتُهم الى مقاعدِ الدراسةِ ، وقليلٌ جداً من يرغب في دراسة الاعلام ، فكانت الغالبيةُ لا تميلُ الى التعلّم بل الى النجاح فقط لعلَّ هناك من يحصلُ منهم على وظيفةٍ ، كما لم أجدْ فيهم من استعدَّ وأعدَّ نفسَهُ للتطور ، ويبدو أنّ الدراسة الثانوية في العراق أخفقتْ في إعداد جيل يرغبُ في التطور ، فمثلاً بعد أكثر من عشر سنواتٍ من دراسة اللغةِ العربية في الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، لايجيدُ الا قلّة منهم فهمَ حروفِ الجرِّ ، او التمييزَ بين الماضي والمضارع ، لذلك لا أظنُّ أنّ طلبة الاعلام يمكن أنْ تضيف لهم الدراسة الاكاديمية شيئاً جديداً ، ولكن ذلك لا ينفي من جاء برغبة التعلّم ، وهم أقلية ربما تكون لهم فرصة في مجال الاعلام .

    **”برقية”: برأيك كيف يمكنُ إعادة ضبط المسار التعليمي لتعودَ “الشهادة الأكاديمية” إلى عهدِ احترامها في الخمسينيات والستينيات؟.   

   ـــــــــــــــ د. هاني: لا يمكنُ ان تكون المقارنة في قيمة الشهادة الجامعية بين زمنين .. الخمسينياتِ والستينياتِ ، والوقتِ الحالي ، فلكلِّ مرحلةٍ ظروفُها ، قبلَ عقودٍ كان حملةُ الشهاداتِ قلّةً والوظائف مضمونة لمن يتخرج حاملا شهادة جامعية ، أما اليوم فالخريجون بمئات الالاف ،  واليأس ينتاب غالبتَهم بسبب عدم وجود وظيفةٍ ، فاصبح من المعروف أنّ الشهادة لنْ تحقق الاستقرار المعيشي ، ثم إنّ كثرة الجامعات وتنافسَها أضعفَ قيمةَ الشهادةِ ، فثمّة جامعاتٌ وكلياتٌ ليست أكثرَ من مشروعاتٍ تجارية ، وتسترضي الطلبة للتقديم اليها رغبة في الحصول على المال ، ثم إنّ الحصول على الشهادات العليا لم يعد صعباً ، وفي ذلك حديث طويل ذو شجون .

  **”برقية”: في إطار كل ما تقدم من أسئلة، في أي خانةٍ تضع بحوث “الفكر” عراقياً، خانة “الغياب” أم “المحاولات الفاشلة” أم “الحضور الضئيل”؟.    

   ــــــــــــــــ د. هاني: ارتفعت نسبةُ نشر البحوث بشكل مُلفت للنظر ، لاقترانِ ذلك بتحديد عدد البحوث بهدف الترقية العلمية ، فزاد العددُ وقلّت الرصانة ، وهذا أشبه بمفهوم العَرض والطلَب ، ولكن ذلك لا يعني أنْ ليست هناك بحوثٌ مهمة ومتميزة ترتقي للعالمية ، لكنّي أعود للإعلام الذي يغفل الإشارة لتلك البحوث ، ومن تلك البحوث ما يرتقي لمنصات الفكر العالمي الكبرى ، وأعتقد أن تحديدَ المهمِ والأهمِّ وقليلِ الاهميةِ أو غيابِها ، ليس من المنصف أنْ يكون رأيا شخصياً ، بل مهمة علمية يمكن أنْ يحددها المتخصّصون .

**”برقية”: أخيراً..عرفناك قارئاً متابعاً فما الذي استوقفك في ما قرأت وما الذي ترك اثره فيك؟..

– في جيلنا قبلَ عشرات السنين ، لم تكن الحياةُ بهذا الانفتاح وكان الكتاب ملاذاً رحيماً ، ومعلّما محباً كريماً ، لجأنا اليه وكان خيرَ جليسٍ في الزمان ، قرأتُ مبكراً وحفظتُ الشعرَ في فتوّتي وكتبتُه ولازمني سنينَ طوالاً ، ولكنّ لكلِّ مجالٍ في عالم الكتب فنّهُ ومساحتهُ ، اتذكر أنّي ككثيرٍ من أبناءِ جيلي أُعجبتُ أوّل الامر بكتب المنفلوطي القصصية ، ثم انتقلتُ الى الرواياتِ عربيّها وأجنبيّها ، ولكنّ ما بقي في ذاكرتي واستوقفني رواياتُ ماركيز مثل ( مائة عام من العزلة ) و ( والحب في زمن الكوليرا ) ومن العرب استوقفني نجيب محفوظ والروائيون المصريون بشكل عام ، ومن الروائيين العرب الآخرين، أحببتُ قراءة غاده السمّان، وأحلام مستغانمي، وعبد الرحمن منيف، وحنّا مينه، والطيّب صالح، أما من العراق فكثيرون ، منهم عبد الخالق الركابي ، محمد خضير ، طه حامد الشبيب ، عبد الستار ناصر ، عبد الرحمن مجيد الربيعي ، أحمد السعداوي وكثير ربما لا مساحةَ لذكر أسمائِهم مع اعتذاري لهم ، والرواية العراقية برغم أنّي لم اقرأ الكثير منها ، الا أنها تتصف بالتميّز فلكلِّ روائيّ عراقيّ طريقتُه وفنه وهمومهُ التي يجذبُني اليها ، وأما الشعر فلقد حفظت ربما عشراتِ او مئات آلافِ الابيات ، وأتذكر في فتوّتي أني حفظتُ ديوان المتنبي ، وأما ما أردّدُهُ الآن فهو مجموعة الجواهري الشعرية ( مرحباً يا أيها الأرق ) واظن انها تلازمني الآن واردد منها الكثير ولا استطيع التخلّصَ منها .

– ومن اهم الكتب التي استوقفتني كتاب العلامة المؤرخ الجليل ( جواد علي ) ( المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ) فهو يُشعرني بانتمائي وحقيقة وجودي وأسرار وجودِنا نحن العرب ، ومع اطلاعي على معظم كتب التاريخ الا أنّي أرى (المُفصّلَ) سيّدَ الكتبِ التاريخية ، إضافة الى كتبِ علي الوردي التي اراها اليوم تطبيقا عملياً لواقعنا المُتعَب ، وقرأتُ الكثير الكثير في الفكر والسياسة والنقد وافدت منها ، وأشعرُ انها ترافقني في كل نقاش وحوار ، حتى لأظنُّ أنّني نسخة منقحة منها .

– ليس عندي الكثير من الوقت والمساحة لأكتبَ ما قرأتُ ولكني أرى نفسي وشخصيتي مختصراتٍ لما قرأتُ سلباً او إيجاباً .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيرة…

د. هاني ابراهيم عاشور العامري

– دكتوراه أدب عربي .. النقد الادبي

– التولد 1961

  • تخرج في كلية الآداب – جامعة بغداد عام 1983
  • حصل على الماجستير في النقد الادبي 1996 كلية الآداب- جامعة بغداد
  • حصل على الدكتوراه في النقد الادبي  2001 كلية الآداب – جامعة بغداد .
  • عمل استاذا للنقد في كلية الآداب – جامعة بغداد
  • عمل في الصحافة محرراً ورئيسا لتحرير صحف ومجلات ومشرفاً على قنوات فضائية .
  • يعمل حاليا استاذاً في كلية الاعلام / الجامعة العراقية.
  • عمل مديراً لمكاتب عدد من الصحف العربية ووكالات انباءٍ  من بغداد .
  • مارس التدريس في عددٍ من الجامعات الاردنية .

مقالات ذات صلة