مقابلات

د.مليح صالح شكر لـ”برقية”: صحفيو المارينز تسابقوا في نهب “الورق” من مكاتب المطابع والصحف!!  

        لم أكنْ لأقعَ في أحبُولةِ الرغبةِ في أنْ أدعَ قلَمي، ينفردُ بتقديم جزءٍ ثانٍ من مقابلتي مع الدكتور مليح ابراهيم صالح شكر، ولنْ أفعل ذلك أيضاً في الجزءين الثالث وآخر الأجزاء “الرابع”. ولأنّني لم أوفّق في الاتّصال بأستاذنا الصحافي الكبير محسن حسين، عافاه الله من وعكةٍ تمرُّ بها شيخوختُهُ التي طالما تحدّى أزماتها بصبره، وجلَده، وعنايته الفائقة بصحته، اخترتُ أنْ يكون التقديمُ لقلمِ أستاذٍ من كبارِ أساتيذ الصحافة العراقية وروّادها، ذلك هو الصديق الحبيب، “أبي ميلاد” ليث الحمداني رئيس تحرير النسخة العربية لصحيفة “البلاد” العريقة التي تصدر في كندا منذ سنين طوال، يقول الأستاذ الحمداني:    

     تعرَّفتُ على الزميل الصحفي الرائد مليح ابراهيم صالح شكر عندما كان يعمل في وكالة الأنباء السورية (سانا) أواخر الستينات ، وتوطدت علاقاتنا بعد تشكيل مكتب الإعلام بوزارة الصناعة والمعادن حيث نُقلتُ أنا وزميلي الصحفي الراحل سامي عاشور للعمل في المكتب ،كان مليح يومَها مندوباً لوكالة الانباء العراقية في الوزارة وكان يقوم بتدريب المندوبين الجدد .

     الزميل مليح من الجيل الأوّل الذي كان يسعى دائماً للمعرفة وتطوير القدرات المهنية ،ورسالته للدكتوره التي ترجمها للعربية ( تاريخ الصحافة العراقية في العهدين الملكي والجمهوري ١٩٣٢-١٩٦٧) تؤكد قدراته المهنية والعلمية ، وأجزم بأنه لا غنى لمن يرغب بدراسة الصحافة في العراق من الاطلاع عليها.

تحياتي له وتمنياتي بالصحة والعافية.

        وإليكم تفاصيل الجزءِ الثاني من المقابلة مع د. مليح صالح شكر، التي قوبلَ جزؤها الأول باهتمام واسع النطاق في الأوساط الصحفية والإعلامية:  

      10-كريم محمود شنتاف والجماهير والثورة

  لمنع استمرار البلبلة، واستناداً للتوثيق الوارد على صفحات جريدة الجماهير ، كان  كريم شنتاف رئيساً لتحرير الجماهير وطارق عزيز مديراً للتحرير .

كريم محمود شنتاف هومن مواليد قضاء عنه عام 1934 وهو من عائلة بيت حدو في محلة السدة التي ينتسب إليها أيضاً محمد حمدان القيادي البعثي عضو فرع بغداد ، ومحافظ بغداد في سنوات عقد السبعينيات من القرن العشرين، وكذلك فوزي ذاكر العاني الذي كان في سنوات ماضية سفيراً للعراق في بلغاريا.

       كان كريم شنتاف من قدامى الذين انتموا للبعث في العراق في أوائل عقد الخمسينيات ، وأصبح عضواً في القيادة القطرية ، واحتفظ بموقعه حتى جرى اعتقاله في مداهمة قوات الأمن في الأيام الاخيرة لحكم عبد الكريم قاسم لمنزل كان البعثيون يناقشون فيه خططهم للإطاحة بنظام قاسم.

      ولم تلبث هذه الخطط أن نجحت في 8 شباط عام 1963 وأصبح كريم شنتاف رئيساً لتحرير أول صحيفة يومية يصدرها النظام الجديد وبدون شك كان عزيز المحرر المباشر لهذه الجريدة لانشغال شنتاف بالأمور الحزبية ، لكنه كتب الكثير من مقالاتها الافتتاحية ، وكان منغمساً في الشؤون الحزبية لكنه لم يكن طرفاً في الخلافات بين قادة الحزب في تشرين الثاني عام 1963، وتردّد أنه لم يرشح نفسه لعضوية القيادة القطرية.

      ويتحدث الشاعر سامي مهدي في كتابه شاعر في حياة كيف أصبح من كوادر الجماهير وقال في الصحفات 153 – 154 إن شنتاف التقاه صدفة ذات صباح وأبلغه بانه أصبح رئيساً لتحرير الجماهير واخذه بسيارته الى مكاتب الجريدة في الصالحية وعرّفه على مدير التحرير طارق عزيز الذي عرض عليه تولّي صفحة خاصة بشؤون العمال والعمل النقابي. وفي وقت لاحق أصبح سامي أحد كوادر الجريدة.

     وقد انتسب للجريدة البعثية بعثيون منهم جليل العطية وثبات نايف في صفحة الاخبار المحلية وغالب زنجيل الشاب البعثي الذي أصبح صحفياً ونديم الياسين الذي أستقدمه طارق عزيز من الموصل.

     ولما كان القانون يلزم الصحف بنشر اسم صاحبها والمسؤولين عن إصدار وهو ما كانت الجماهير تنتهكه ، فجرى حل المشكلة بإيراد اسم دار الجماهير في ترويسة الصفحة الأولى كجهة تصدرها، بينما أوردت في صفحة داخلية اسم رئيس التحرير كريم شنتاف واسم مدير التحرير طارق عزيز ، وكان كريم يكتب مقالاتها الافتتاحية بينما كتب طارق مقالاته تحت عنوان حديث الأربعاء.

    والمعروف ان بهجت شاكر هو الذي تولى إدارة دار الجماهير. وقد استبدل نظام الرئيس عبد السلام عارف بعد 18 تشرين الثاني عام 1964 اسم الجريدة الى الجمهورية وأصبح فيصل حسون رئيساً للتحرير.

    وأقام كريم شنتاف فيما بعد في سوريا وتنقل بينها وبين لبنان لعدة سنوات حتى أوكل إليه بإصدار صحيفة ( الثورة) في آب عام 1968 .ومرة أخرى لم ترق له الظروف السائدة فتخلى عن منصبه الصحفي ليعود الى بيروت في منصب متواضع جداً لمثل شخصيته السياسية ، مديراً لمكتب وكالة الأنباء العراقية في بيروت الذي يتخذ مقراً له داخل مبنى السفارة العراقية.

      وفي تشرين الثاني عام 1977 قررت حكومة الرئيس أحمد حسن البكر فصل وزارة الثقافة والاعلام الى  وزارتين ، فتولى كريم شنتاف وزارة الثقافة فيما تولى سعد قاسم حمودي وزارة الإعلام.

     بقى كريم شنتاف وزيراً حتى 16 تموز عام 1979 حينما انتهى عهد الرئيس البكر وبدأ عهد نائبه صدام حسين رئيساً للدولة. وله من الأشقاء زميلنا في وكالة الأنباء العراقية، حميد شنتاف.

       ومن الأخطاء الفادحة في شبكة غوغل أنها تواصل نشر صورة نوري المرسومي على أنه كريم شنتاف بالرغم من محاولاتي الشخصية عدة مرات في تصحيح الخطأ!

ولم يعرف أي نشاط لكريم شنتاف بعد ذلك حتى وفاته.

    ومع ان المصادر  قليلة في توثيق مصير مطبعة الرابطة التي صدرت الجماهير من مكاتبها ومطابعها في الصرافية فإنّني أؤكد أن السلطات البعثية الجديدة صرفت تعويضات مالية سخية لحملة أسهم أصحاب المطبعة وفي مقدمتهم عبد الفتاح إبراهيم وفقاً للقانون رقم 60 المنشور في الجريدة الرسمية ، الوقائع العراقية العدد 824 بتاريخ 28 حزيران 1963.

   ونقل هذا القانون ملكية مطبعة الرابطة الى القطاع العام فأصبحت تعرف باسم دار الجماهير ثم دار الجمهورية ودار الجماهير مرة أخرى وحتى الاحتلال الامريكي عام 2003 حينما اشترك صحفيو المارينز في التسابق على نهب مكاتبها ومطابعها ومطابع دار الحرية للطباعة ورولات ورق الصحف ومكائنها.

  والقانون رقم 60 لسنة 1963 هو احد  محفوظاتي الخاصة بالتشريعات الصحفية العراقية، واتضح لي  من مراجعة مواده  ان المادة الأولى منه قد نصّت على ( تحوّل شركة الرابطة للطبع والنشر شركة مساهمة حكومية برأس مال تملكه وزارة الإرشاد على أن يتم دفع قيمة الأسهم خلال عشر سنوات وبأقساط سنوية متساوية).

   ولكي لا يفسر ذلك القانون خطأ بأنه مصادرة ، كما زعم البعض ، فقد ضمن القانون 60 لسنة 1963  الحقوق المالية لحملة الأسهم ، حيث نصَّت المادة الثالثة على ما يلي : (تُعوِّض وزارة الإرشاد حملةَ الأسهم عن حقوقهم بالقيمة الإسمية للأسهم التي يمتلكونها وقدرها عشرة دنانير للسهم الواحد) ، وأكد لي أحد المصادر الموثوقة، نقلاً عن كريم شنتاف رئيس تحرير جريدة ( الجماهير) آنذاك أن الدولة صرفت تعويضاً جيداً بهذا الشأن

11- محمد طه الفياض والسجل والفجر الجديد

  وفي عقد الثلاثينات من القرن العشرين دَخلتْ معترك الصحافة شخصيةٌ عانيّة، وأعني بذلك محمد طه الفياض الذي ولد في  محلة حگون ( حقون ) وسط المدينة.

  وبالمناسبة لابد من الإشارة الى ظاهرة العدد الكبير من أصحاب الصحف التي صدرت في العراق، إذ كانوا من قضاء عنه بمحافظة الانبار.

  وقد لاحظتُ أيضاً مؤخراً، وأنا أجيب على طلب جامعة الأنبار أنّ عنه وكل مدن الأنبار، حتى بلداتها وقراها، قدّمت في الأقل شخصاً واحداً ليصبح صحفياً.

   انضم محمد طه الفياض لدار المعلمين في بغداد وذهب إلى الاستانة فدخل المدرسة الحربية ليتخرج فيها برتبة نائب ضابط وبعدها رُفّع إلى ملازم ثان فذهب إلى الحجاز ثم مع القوات العثمانية في فلسطين، ووقع أسيراً لدى القوات الانكليزية. وبعد إطلاق سراحه عاد إلى مسقط رأسه في مدينة عنه ، وانتقل الى البصرة ، وفي عام 1931 أبعد من البصرة إلى أربيل ولما عاد الى البصرة أصبح من الناشطين في  تأسيس جمعية الشبان المسلمين وكان سكرتيرها، ثم سكرتير جمعية الهداية الاسلامية وجمعية الدفاع عن فلسطين .

   وأصدر محمد طه الفياض في البصرة في نيسان عام 1934 صحيفة السِّجِل وكانت يومية جامعة وحرر فيها نخبة من المثقفين العراقيين ومعظمهم من أبناء البصرة ومنهم محمود الحبيب وكاظم محمد الصائب ومقبل الرماح وكاظم مكي حسن وغيرهم وكانت صحيفة ذات توجهات قومية ودينية.

    وتوقفت السجل البصرية عن الصدور عند احتلال القوات البريطانية البصرة للمرة الثانية في أعقاب ثورة مايس 1941 لكن محمد طه الفياض أصدر في بغداد صحيفة اللواء المناهضة لسياسات رئيس الوزراء نوري السعيد، وتمكن عام 1952 من شراء مطابع لطباعة الصحف .

    وعطل مرسوم المطبوعات الذي أصدرته حكومة نوري السعيد عام 1954 جميع الصحف والمجلات تقريباً ومن بينها صحف محمد طه الفياض.

    وبعد قيام النظام الجمهوري في 14 تموز عام  1958 أصدر الفياض صحيفة أسبوعية سماها الفجر الجديد ثم تمكن من إصدارها يومياً حتى ألغت الحكومة امتيازها عام1961 ثم عاودت الصدور بعد 8 شباط عام 1963. وأنتخب نقيباً للصحفيين مرتين في عام 1961 وفي عام 1962.

وتعرضت مكاتب الفجر الجديد مع مكاتب الحرية واليقظة عام 1959 للتدمير على أيدي الشيوعيين الذين نثروا اثاثها وورقها في الشارع .

وتوفي الحاج طه الفياض في 30 تشرين الثاني عام 1964 فواصل ابنه الكبير حيدر إصدار الفجر الجديد حتى قضى عليها وعلى كل الصحف الخاصة قانون تأميم الصحافة الذي أصدرته حكومة طاهر يحيى في الثالث من كانون الأول عام 1967 وحصرت إصدار الصحف وطباعتها  بالدولة. ومن أبنائهِ أيضاً حسن الفياض المختص بالشؤون السياحية  المقيم حالياً في تركيا.

    12- شفيق الكمالي ومجلته آفاق عربية

   هو شفيق سيد عبد الجبار سيد قدوري الكمالي من مواليد عام 1928 في بلدة ألبو كمال السورية وينسب أصله إلى السادة المشاهدة ، وهم من منطقة “المشهد” التي تقع الى الغرب قليلاً من مدينة عنه فيها آثار مسجد تحملُ جدرانُه نقوشاً وكتاباتٍ إسلامية.

    ويقال إنَّ هذا المسجد قد شُيِّدَ في المنطقة التي عسكر فيها الإمام علي وهو في طريقه الى قتال قوات معاوية في حطين، ولا تبعد كثيراً عن ألبو كمال السورية مقابل حصيبة العراقية، وهنالك ولد شفيق الكمالي.

   وتتبع منطقة “المشهد” والقرى المجاورة  لها إدارياً لقضاء عنه ، وهنالك في محلة الحوش في المدينة القديمة أصول لعائلة الكمالي..

   حصل شفيق الكمالي على الجنسية العراقية في السادس من كانون الأول عام 1955 ، وهو العام الذي حصل فيه على شهادة البكلوريوس في اللغة العربية من جامعة بغداد ، ثم حصل عام 1962 على شهادة الماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة عن رسالته ( الشعر عند البدو).

    واشتغل في عامي 1957 و1958 مدرساً للغة العربية في مدارس الموصل ثم انتقل للعمل مدرساً في مسقط رأسه ألبو كمال بعد أن تعرض لملاحقه السلطات العراقية له نتيجة نشاطاته السياسية البعثية.

  وقضى شفيق الكمالي حياة وطنية حافلة بالعطاء السياسي والثقافي والأدبي والصحفي ، وتقلد عدة مناصب حكومية وثقافية منها في عام 1963 خلال حكم البعث الأول عندما أصبح مديراً عام للأعلام حينما كان علي صالح السعدي وزيراً للأرشاد قبل تغيير اسم الوزارة الى وزارة الإعلام ، وبعدها عمل أستاذاً في كليتي الآداب بجامعتي بغداد والمستنصرية.

     وعندما تولى البعث نظام الحكم مرة ثانية أصبح شفيق الكمالي عضواً في مجلس قيادة الثورة بصفته عضواً في القيادة القومية للبعث، وهي أعلى سلطة حزبية بين مؤتمرين قوميين. وبالإضافة الى منصبه وزيراً للشباب حتى أقصاه رفاقه من عضوية المجلس والوزارة عام 1970 وعينوه سفيراً في إسبانيا, ثم أعادوه وزيراً للإعلام ليتولى بعدها العديد من المهام الثقافية والإدارية منها انتخابه رئيساً لاتحاد الأدباء في العراق، وأميناً عاماً لاتحاد الأدباء العرب ، وكان عضواً في مكتب المنظمات في مجلس قيادة الثورة ، وعضواً في الدورة الأولى للمجلس الوطني العراقي، ورئيس لجنة العلاقات العربية والدولية فيه.

   وجرده رفاقه عام 1983 مرة ثانية من جميع مهامه الثقافية بإحالته إلى التقاعد بالرغم من أنه مؤلف النشيد الوطني العراقي الذي ظل يُعزف في المناسبات الرسمية منذ عام 1981 وحتى بعد اعتقاله ووفاته، بل وحتى الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003,

   ولشفيق، شقيق هو عبد اللطيف الكمالي، الذي لعب دوراً إذاعياً في ثورة عام 1941 تحت إشراف يونس السبعاوي، وغادر العراق عبر الموصل بعد فشل الثورة والاحتلال البريطاني الثاني، وأصبح لاحقاً خلال حكم الرئيس عبد السلام محمد عارف مديراً عاماً للاذاعة والتلفزيون، عضواً في اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي العربي( العراقي).

  وشفيق هو ابن عم الدكتور فخري قدوري ، أحد أقدم العراقيين الذي انتموا للبعث مبكراً ، وعقد في بيته ببغداد عام 1955 أول مؤتمر قطري، ودرس الاقتصاد في أمريكا وألمانيا، وأصبح وزيراً للاقتصاد بعد 17 تموز 1968 ثم محافظاً للبنك المركزي العراقي، وتزوج شفيق من ابنة عمه شقيقة فخري ، ولهم من الأبناء يعرب وتغلب، ومن البنات حنان.

  توفي شفيق الكمالي ببغداد بسرطان الدم في 15 كانون الأول عام 1984؟ ودفن جثمانه حسب وصيته الى جوار قبر والدته في مقبرة الشيخ معروف بجانب الكرخ. وله مجموعات شعر مطبوعة.

    أقام شفيق الكمالي عام 1975 صرحاً ثقافياً مرموقاً في تاريخ الثقافة العراقية، بإنشائهِ مجلة ( آفاق عربية ) التي صدر عددها الأول في شهر أيلول عام 1975 وشغل منصب رئيس مجلس إدارتها ، ورئيس تحريرها للسنوات 1975 وحتى 1983 وشيد لها مقراً في حي سبع أبكار بالصليخ، كان علامة مميزة في فن البناء العربي والإسلامي.

      13- صالح اليوسفي وجريدة التآخي 1967

شخصية كردية فذة، ذو تاريخ حافل بالعطاء. وهو من مواليد ناحية “بامرني” بمحافظة دهوك، أكمل فيها دراسته الابتدائية ثم انتقل الى بغداد للدراسة في ثانوية آل البيت ثم أكمل دراسته الجامعية في قسم الشريعة بكلية العلوم وتخرج فيها عام 1942، وتنقل بوظيفة كاتب أول في محاكم شمال العراق .

     شارك اليوسفي في غالبية التنظيمات السرية الكردية ومنها حزب رزكاري كردستان ، أي تحرير كردستان ، وحزب شورش وهو بذرة تأسيس الحزب الديموقراطي الكردستاني وأصبح عضواً في أول قيادة له بقيادة مصطفى البارزاني، ثم عضواً في اللجنة المركزية والمكتب السياسي.

     وكان اليوسفي أحد عشرة أشخاص وقعوا طلب إجازة الحزب المقدم لوزارة الداخلية عام 1960 واعتقل عدة مرات عام 1961 – 1962. وهو (صالح اليوسفي) الذي اتصل به علي صالح السعدي، قبل شباط 1963 لإحاطة الأكراد علماً بخطط البعث بالإطاحة بنظام عبد الكريم قاسم.

   أصدر اليوسفي جريدة التآخي بتكليف من البارزاني بعد اتفاق 29 حزيران عام 1966 مع حكومة عبد الرحمن البزاز فاستقر هو وعائلته في بغداد .    

     وقبل17 تموز1968 التقى أحمد حسن البكر في منزله مع اليوسفي ولعب بعد ذلك دوراً مؤثراً في التوصل الى إتفاق 11 آذار 1970مع الحكومة المركزية البعثية ، وشارك في كل الاجتماعات بين الطرفين التي عقدت في بغداد وفي ناوبردان.

     حضر اليوسفي يوم 12 آذار 1970 مع إدريس ومسعود البارزاني ودارا توفيق ومحمود عثمان ومحسن دزه ئي الاحتفال الكبير في ساحة التحرير وسط بغداد مع الرئيس البكر ونائبه صدام حسين وأعضاء القيادة القطرية صلاح عمر العلي وعبد الخالق السامرائي ومرتضى الحديثي وعزة مصطفى.

   وفي التعديل الوزاري وفقاً لإتفاق آذار أصبح صالح اليوسفي وزيرً للدولة إضافة إلى أربعة وزراء إخرين فترك جريدة التآخي ليتولاها حبيب محمد كريم. ودارا توفيق.

   ولما تدهورت العلاقات بين الحكومة المركزية والاكراد عام 1974 – 1975 وضعت الحكومة اليوسفي تحت الإقامة الجبرية في منزله بحي الشرطة الثانية ببغداد ، ثم رفعتها عنه وبقي ببغ حتى 25 حزيران 1981 عندما تسلم طرداً بريدياً لم يلبث أن إنفجر بين يديه بعد مغادرة  (ساعي البريد ) فنقل الى مستشفى اليرموك لكنه فارق الحياة ونقلت عائلته جثمانه بموافقة الحكومة جثمانه لدفنه في زاخو بشمال العراق ، وقيل إن أنصار جلال الطالباني تواطؤا مع الحكومة لاغتياله.

    ***

 وبدون أن ننسى شاكر علي التكريتي وسجاد الغازي وكلاهما عمل في عدة صحف سكرتير تحرير أو مدير تحرير، وصادق الأزدي ومجلته قرندل وخالد الدرة ومجلته الوادي، وعبد القادر البراك وصحيفته البلد عام 1964.

                انتظروا القسم (3) من المقابلة يوم الأربعاء المقبل 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   سيرة حياةِ د. مليح صالح شكر بقلمه:

   يمكنُ الإطلاع على تفاصيلها في ذيل الجزء الأول من هذه المقابلة.   

مقالات ذات صلة