مات الوزير العراقي الأسبق، المناضل الشيوعي المخضرم مكرم الطالبي عن عمر بلغ مائة وعامين. كنت أتردّدُ عليه في زياراتٍ متواصلة بمنزله في حي البنوك خلال عامي 2001-2002.
روى لي مرةً أنه سأل صدام في لحظة ودٍّ وصفاءٍ : لماذا تكرهون الشيعة؟. فجحظت عينا صدام من جرأة السؤال وردَّ بغضب: الشيعة أهلنا فكيف نكرههم يا دكتور؟!
أجاب بسؤال: ما الفرق بين من يَطبُر بطنه ومن يَطبُر رأسه ؟
قال صدام ماذا تقصد؟…
أوضح الطالباني إنّكم تسمحون، بل ترعون الأنشطة الصوفية، وما يترتب عليها من طقوس، ونائبكم يشارك في طقوس التكايا، بينما تقمع أجهزتكم جمهور الشيعة حين يمارسون التطبير واللطم في عاشوراء!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اتّصل بي الصديق العزيز د. حميد عبدالله، ليحثّني على نشر ملفٍّ عن المناضل الشيوعي الراحل مكرّم الطالباني. وقال لي حالما وصلته “لمحة سريعة” نشرتها “برقية” بقلم د. قاسم حسين صالح عن ذكرى جمعته بالراحل الطالباني في زنزانة واحدة وثلاثة آخرين بسجن بغداد المركزي، إنّه نشر في صفحته الخاصة بالفيسبوك شيئاً يستحق المتابعة، فالطالباني شخصية فريدة من نوعها في تاريخها النضالي، ومرونتها، لاسيما أنه بقي يعمل بصفةِ مستشارٍ لدى رئيس الجمهورية الأسبق صدام حسين حتى سنة 2003.
وإذ تنشر “برقية” نصّ ما كتبه أبو تمّام، مشكوراً، أودُّ أن أشكرَ الصديق العزيز د. طه جزاع الذي كان حرّضني أيضاً بـ”تحويلة” عبر الواتصب لنشر ما نشرناه عن الدكتور مكرم الطالباني رحمه الله. صباح اللامي
