(دارُنـــــــا)..قصيدة جديدة لـ”نخلة العراق” الشاعرة الكبيرة ساجدة الموسوي

شعر: ساجدة الموسوي*
ألمْ نكُ في دارِنا أسرةً..
وحَّدَتْها الجُذورُ الّتي أوغلتْ في التّرابْ ؟
ألمْ تكُ هاماتُنا في الذّرى لامست
باردات ِ السّحابْ؟
بيتُنا كان منذُ القرونِ السّحيقة ِ
دارَ خُلْد ٍ ومجد ٍ
وكنّا المسارَ لكلّ الحضاراتْ..
كنّا إذا مالتِ الأرضُ
شرائعُنا تعدِلُ المَيلَ نَحْوَ الصّوابْ
وكنّا لكلّ سؤالٍ جوابْ
فماذا دهانا؟!
وكيفَ ارتخى عن مفاتيحِنا البابُ في غفلةٍ
سَنحتْ بدخولِ الذّئابْ ؟!
ومُذْ دخلتْ أحْكَمتْ أسْرَنا
بدأتْ أكلَنا واحداً واحدا ..
ومن لم تَذُقْ لحمَهُ اليومَ يأتي غداً دورهُ ..هكذا …
هكذا هو منطقُ مَنْ دخلوا جائعينْ
ومَنْ دخلوا حاقدينْ..
فهيّئْ لموتِكَ طقسَ الوداعْ..
أو انهض وقاومْ..
وقُل للرَّدى : يا ردى كُنْ عليهِمْ..
ونحنُ لها عازمونْ..
بيتُكَ اليومَ في حوزةِ الغاصبينْ..
فلا تأمننَّ لذئب ٍ تسلّلَ من غابةِ الغُرباءْ..
ولا تأمننَّ لذئبٍ خؤون ٍ..
وكن عند عهد التي أرضعتك الكرامةَ يوماً وقالتْ :
(عَفيّه ابني الْما نكَّسْ راسي)..

فكُنْ عِدْلَ هذا التّحدّي الشّريف..
وقُلْ للمنايا قِفي ..ليسَ عُمري بأثمنَ من شرفي..
ومِنْ عِزّتي وحريّتي وكرامةِ بيتي وداري..
فداري هي الأمُّ والأختُ والبنتُ..
وأهلي وجاري..
” أرى ذلكمْ قدراً رتّبَتْهُ السّماءُ اخْتِبارا…
ولا مِنْ مناصٍ من الخوضِ فيه..
وإن كان نارا..
فكنْ كالرّعودِ التي أبرقتْ حُمَمَاً وشرارا..
فلا نصرَ إلّا بعزمِ الرّجالِ الأباةِ الغَيارى..
وكُنْ أنتَ تلكَ الرّعودَ..
وتلك البروقْ..
بوجه الذّئابْ..
فظنّي بكم لا يخيبْ..
وهَلْ خابَ ظنُّ التي اسْتَصْرَخَتْ في العريكةِ مُعْتَصَماً :
وااامعتصماه !
وها إنّني اليوم أصرخُ مِنْ ظُلْمِهِمْ:
(وا … أخَاه)!!
فهلْ مِنْ مُجيبْ ؟
متى تنجلي يا ظلامَ الرّدى..
عن عراقي الحبيبْ ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*السيدة ساجدة الموسوي، شاعرة عراقية، حصلت على بكالوريوس في الآداب من جامعة بغداد، عضو اتحاد الكتّاب العرب، و عضو اتحاد الكُتّاب في دولة الإمارات العربية. أصدرت 17 ديواناً شعرياً، وترجمت قصائدها لعديد اللغات. كُرّمت لمرّاتٍ من جهاتٍ ثقافية ووطنية، ونالت الكثير من الميداليات والأوسمة، وشهادات التقدير.شاركت في عشرات الملتقيات والمهرجانات الثقافية في أغلب البلدان العربية. هي من قالت ذاتَ ألمٍ:
(ماذا حلَّ بنا؟..
مِنْ أيّ جهات الأرض تجيءُ الريحْ،
تهدأُ حيناً ثم تصيحْ)
هذا التقديم، تُلي على مسامع الحاضرين في إحدى الأماسي الشعرية التي ينظّمها “بيت الشعر” في إمارة “الشارقة”، قبل أنْ تلقي الشاعرة ساجدة الموسوي إحدى قصائدها.