حوار مع سيّد الشعر الخالد..إلى: الجواهري.. شاعر العرب الأكبر في ذكراه
شعر : د. عبد المطلب محمود العبيدي
– قلتُ : خذني إليكَ، قال : اتّبعني
– قلتُ : مالي من ناقةٍ غير حُزني
* قال : دعها لشأنِها، هيَ أدرى..
تعرفُ الدربَ، إنّ شأنَكَ شأني
كلُّنا يا بُنَيَّ.. في الشعرِ غرقى
– في(بحورِ الخليلِ) يا أبَ تعني؟
* في همومِ اصطيادِ معنىً شَرودٍ
يملأُ القلبَ.. أو يَشُعَّ بعَينِ
أو يُرى في الأسماعِ رؤيا جَمالٍ
– أبصوتٍ؟
* لا.. ذاك هذْرٌ بأُذنِ
هو لا صوتَ يرتديهِ ثياباً…
هو سِحرٌ.. من دونِ كأسٍ ودَنِّ
– قلتَ سِحرٌ؟ إذاً شرابُ حيارى
لا سُكارى، عن نشوةٍ ليس يُغني
* لا، هو السلسبيلُ يابْنيَ، يُروي
ظمأَ الروحِ.. قد تعِبتُ فدَعني
– إنْ تعِبتَ استرِحْ قليلاً ودَعني
يا أبي لا عليكَ.. حسبُكَ مِنّي
* أناْ قضَّيتُ في المتاهةِ عُمري
فإذا شئتَ، دعكَ ولتَمضِ عنّي
– لا، لكَ الخيرُ، بل خُطاكَ سأقفو
أناْ منذُ الصِّبا.. أرَدتُكَ عَوني
أبَ خُذني إليكَ.. أنتَ حبيبي
لا تُخَيِّبْ – وقد طلبتُكَ – ظنّي
سيّدَ الشعرِ، منذ خمسينَ أطوي
في سفاري شوقاً بوصلِكَ مَعني
* اتَّبعني إذاً.. بُنَيَّ.. اتَّبعني…
قد من الشعرِ ما جنَيتُ ستَجني!
_________
* هذه أبيات من قصيدة طويلة.. آثرتُ نشرها بالمناسبة ابتعاداً عن الإطالة. وقد حصلت على الصورة هديةً من صديقي (فرات) نجل الشاعر.. ذات يوم.