أدب

حلمٌ يتحقّق: عرسٌ وشِعرٌ وجَمالٌ..في عاصمة “الدهشة”!

تحقيق حلمك بزيارة سلطنة عُمان حصل، وتمت زيارة (مُسقط) العاصمة ببساطة ويُسر، وقد قضّيتَ فيها سبعة أيام مدعوّاً لحضور  ثلاث حفلات زواج في ثلاث ليالٍ متفرقة؛ الأولى لعقد قران ابنة الصديق الشاعر السوداني يوسف الحبّوب، والثانية ل(حِنّة) العريس وحده لأن العروس كانت قد “تحنّت” قبل أسبوعين، بحسب تقاليد أهلنا السودانيين، والثالثة – الكبرى – لزفاف العروسين في أضخم جمع من الأهل والأصدقاء، بل حتى حضور سفير وملاك السفارة السودانية في السلطنة وعديد من المسؤولين العمانيين.

   فالحبّوب (والد العروس) ليس شاعراً معروفاً حسب، بل محامٍ ناجح أقام في مسقط طوال ربع قرن، وأحمد أبو بكر والد العريس رجل أعمال قضّى أكثر من أربعين عاماً في السلطنة، وشهدت الليالي الثلاث المتفرقة كذلك، جلساتِ شعر وسمر مع أشقاء الحبّوب وخاله وأقاربه وجمع أصدقاء جاءوا من أرجاء كافة، مع أصدقاء من البلدان التي يقيمون فيها.

  وطوال نهارات السبعة الأيام؛ عشتَ سائحاً في أهدأ عاصمة عربية وأنظفها وأكثرها اهتماماً بنظام المرور، وفوق هذا وقبله تفرّدها بالبياض في كل شيء، نفوساً وبناءً، وبمحبّة خاصة للعراق حيثما حللتَ في الولايات الست التي تتألف منها محافظة مسقط.. وسأترك للصوَر بقية الكلام، وهي خير ما يتكلّم من بين وسائل (البيان) كما يُسميها صاحبنا الجاحظ.

     لكنني سأُوثر أن أشير بالأرقام إلى أهم معالم (مُسقط)، وأولها مطارها الدولي الجديد، المدينة المتكاملة حقاً، بمساحته البالغة قرابة (٦٠٠) كيلومتر مربع، وتُجرى في مرافقه توسعاتٌ لزيادة استيعابه من المسافرين إلى (٤٨) مليوناً سنوياً، بعد أن تمَّ توسيعه بين عامي ٢٠١٣ – ٢٠١٧ ليتسع لأكثر من (٢٠) مليون، وقد حاز على المركز (١١) بين مطارات العالم، بعد أن كان يحتل المركز (٦٣) قافزاً (٥٢) مركزاً بعد السنوات الأربع تلك!!

    وكان من حُسن حظك أن تجاور في مجمع الفنادق في ولاية (بوشر) أحد أهم معالم العاصمة العمانية الجديدة؛ جامع محمد الأمين المدهش بمرمره الناصع البياض، ووقوعه على هضبة من هضاب ولاية بوشر الجبلية، بمساحة تزيد على (٢٠) كيلومتراً مربعاً، وبقبابه الذهبية الثلاث ومئذنتيه المرتفعتين (٨٤) متراً، الذي يتسع مُصلّاه الرجالي ل(٢١٠٠) مصلٍّ والنسائي ل(٥٧٠) مصلّيةً، وتبرع ببنائه عدد كبير من التجار ورجال الأعمال، وتم افتتاحه عام ٢٠١٤.

     و يُدهشك حقاً معلَم أقدم من هذا الجامع؛ هو جامع السلطان قابوس الكبير، بمساحته الكليّة البالغة (٤١٦) كيلومتراً مربعاً، حيث حدائق الورود الرائعة، فمنشآت الجامع (المصلّيان الرجالي والنسائي وقاعة المحاضرات والمكتبة) التي تبلغ مساحتها (٤٠) كيلومتراً مربعاً، وقد أمر ببنائه السلطان الراحل قابوس عام ١٩٩٢ وافتتحه عام ٢٠٠١، وصممه المهندس المعماري العراقي الراحل محمد مكية، مصمم جامع الخلفاء في بغداد وملعب الشعب الدولي؛ بحسب المعلومات المتوافرة عنه.

      ومما يُدهش في هذا الجامع أيضاً؛ مصلّى الرجال الذي يتسع ل(٢٠) ألف مُصلٍّ، وسجادته الإيرانية الصنع قطعةً واحدة بقياس (٦٠ في ٧٠) متراً!

    لقد أطلتَ يا رجل.

    هكذا قلتُ لنفسي وأنا أحاول أن أكتب المزيد؛ فمعالم الولايات الست التي تشكّل (مُسقط) العاصمة العمانية كثيرة، كلها مدهش ببياضه  الناصع وطيبة ناسها وهدوئهم وكرمهم، على الرغم من وعورة الجبال التي رافقتَك في معظم هذه الولايات.

مقالات ذات صلة