حرب “الأسد الصاعد” لأيّام، لأسابيع، أم تبقى “مفتوحة” على “حضيض” الشرق الأوسط؟!


بات من الممكن جداً، أنْ تصل “الحرب الإسرائيلية” التي أعدّت لها تل أبيب منذ سنوات، ضد إيران إلى مستوى “أكثر وحشية” بحسب تحذير جديد وجّهه الرئيس ترامب، معلناً أن “كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية الأكثر فتكاً في طريقها إلى إسرائيل”!. ولعلّ السيناريو الأشدّ خطراً، أنْ تصل الاستهدافات الإسرائيلية قيادة “علي خامنئي” وقادة سياسيين آخرين، بينهم رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، في إطار ما أسمته إسرائيل “قطع الرؤوس” إبّان هجماتها على حزب الله التي انتهت إلى مصرع زعيمه حسن نصرالله، ونائبه، وعشرات العناصر القيادية في الحزب، وأدّت الى تحييده، في الحرب الأخيرة!.
وليس من المستبعد –كما أعلن خبراء إسرائيليون- أنْ يصل سيناريو استهداف القيادة السياسية، بعد سلسلة الهجمات على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، إلى تأليب الشعب الإيراني للتمرّد وإسقاط النظام في إيران، إذا ما استمرّت قيادته في برنامجها النووي، واحجمت نهائياً عن أي اتفاق مع الولايات المتحدة التي يهدّد رئيسها من جانبه باستحالة السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي!.
لم تنقطع حتى الآن موجات هجمات عملية “الأسد الصاعد” الإسرائيلية على طهران ومختلف المحافظات الإيرانية. وكانت إيران التي وجهت نحو 150 صاروخاً بالسيتياً على تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى في إطار ما أسمته هجمات “الوعد الصادق 3″، تصدّت لأغلبها منظومة صواريخ باتريوت، كانت قد أعلنت عن مقتل نحو عشرين في الأقل من القادة العسكريين الإيرانيين، وستة من العلماء النوويين، لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، زعمت مصادر عسكرية إسرائيلية أنها أنجزت ما أسمته “خرقاً نووياً” جعلها تقترب كثيراً من مستوى صناعة قنبلة نووية!.
تل أبيب وصفت هجماتها، بأنها بداية وأنها مستعدة لحرب طويلة مفتوحة، قد تدوم لأسابيع أو أكثر، إلى أن تحقق أهدافها في تصفية البرنامج النووي الإيراني وتعطيل منشآت صناعة الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية والتي يُنتَجُ خمسون منها شهرياً في إيران، طبقاً لتصريحات إيرانية.

وفي حديث أدلى به الرئيس دونالد ترامب لجورنال ستريت قال إن الهجوم الإسرائيلي سيكون ذا تأثير عظيم لأن إيران، بسببهِ لن تمتلك سلاحاً نووياً. وكانت راغدة درغام في حديثها من بيروت لقناة العربية، أكدت سقوط ما أسمته ” التهادنية” بين طهران وتل أبيب ، مؤكدة الذهاب إلى “الحرب المفتوحة” كخيار أكيد بين الطرفين إذا ما ردّت إيران بضربات مؤلمة لإسرائيل، إلا أنّ المعتقد أن ترامب الذي ما فتئ يمنّي طهران بفرصة ثانية في التفاوض لتفادي المواجهة، يهدد بالمشاركة في الحرب إذا ما تعرّض جندي أميركي واحد لهجوم إيراني، فيما تفيد معلومات من داخل إسرائيل أنّها تتوقع هجوماً لصواريخ باليستية يمكن أن تطلق من اليمن إلى مواقع حيوية في حيفا لاسيما أنها لا تحتاج إلا إلى اثنتي عشرة دقيقة لتصل أهدافها!.
وتعرّضت منشأة نطنز التي تعد أهم مواقع تخصيب اليورانيوم، والتي تقع تحت الأرض بثلاثة طوابق، لهجمات مكثفة لم ينجم عنها بحسب التأكيد الإيراني أي تسرب إشعاعي بسبب الضربات، لكن إيران لامت وكالة الطاقة الذرية الدولية ووصفت جهودها بالفاشلة!. من جهة أخرى أكد ترامب لـ”CNN” دعم واشنطن لإسرائيل كما لم تدعم من قبل! وعلى إيران التوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان!.
ويبدو للمراقبين أنّ القيادة السياسية والعسكرية في طهران، تمكنت من استيعاب هجمات “المفاجأة والترويع”، التي باغتتها مساء يوم الجمعة، ولهذا تمكنت من توجيه عشرات الصواريخ الباليستية ضد المدن الإسرائيلية، فيما تستعد كما يبدو لتوجيه “عدد قليل من صواريخها الدقيقة” ضد مواقع نووية وعسكرية في إسرائيل!.
وثمة معلومات تتحدّث عن إمكانية الاستهداف الإسرائيلي، لقادة سياسيين إيرانيين، وفي مقدمتهم علي خامنئي، ورئس الجمهورية. فيما يؤكد المرشد الإيراني أنّ إسرائيل لن تفلت من العقاب، وأنها هي التي بدأت الحرب، وأنّ الجيش الإيراني يساعده تأييد شعبي كبير، سينتقم بقوة من الإسرائيليين. وكانت تصريحات خامنئي تهدّد إسرائيل في سابق الأيام، أنها لن تكون موجودة بعد سنة 2026!!.
