جائزة “نفطٍ مجانيٍّ” من محطة وقود أميركية في يومٍ “لا يتفوّه فيه ترامب بشيء غبي!!



رئيس “مفتون”، بالأفكار الجنونية، المنحرفة، اللامتسّقة مع القبول المجتمعي الإنساني.. الدنيا أمامه محضُ”خارطة مال”، وهو في “المستوى الهابط” من “قراراته” ينتمي إلى حضيض المدنية، وقاعها الضحلِ..رئيسٌ، وجدَ العالم من حولِهِ، هشّاً، مضطرباً، لا رصانة سياسية فيه ولا كياسة، لاسيما في الشرق العربي، فاختارَ أنْ يمارسَ على الجميع “بلطجة الكاو بوي” التي أبادت نحو 100 مليون من الهنود الحُمْر، السكان الأصليين في شمال أميركا، وحوّلتهم الى “وحوش” في ذاكرة شعوب العالم!.
هذا الرئيس المهووّس بـ”عبقريته العقارية” الموروثة، يهدّد كندا بتحويلها إلى ولاية أميركية جديدة، واحتلال قناة بنما، وشراء “غرين لاند” من ملكية الدنمارك، وقبل ذلك فرض رسوم خيالية على واردات أميركا من الصين وكندا والمكسك، وتهديد الجميع حتى أوروبا بـ”الخنق الاقتصادي”، وأيضاً شراء أراضي “غزة الفلسطينية”، وتحويلها إلى “ريفيرا” وتهجير سكانها إلى الأردن، أو مصر، أو السعودية، وغيرها ذلك من هرطقاتٍ لا قيمة لها!.
أقول هذا الرئيس بات موضع “سخرية العالم” بأسره، ولاسيما في الولايات المتحدة الأميركية نفسها، إذ لم يعهدوا في أحد من الرؤساء السابقين برغم “عدوانية” العديد منهم، كبوش، وكلنتون، وأوباما، وبايدن، مثل هذا الجنون إلا عند “ترمب”، فهو ذو سلوك، لا ينتمي إلى التحضّر، والمدنية، ولا إلى الأعراف الدولية، وما يُتداول فيها من وعي دبلوماسي، تقتضيه حُرُماتُ الشعوب، وتقاليدُها، وحقوقُها، وسياداتُها!.

يتصرّف الرئيس ترامب، كهتلر، أو موسوليني، أو جنكيزخان، أو بونابرت، أو أي طاغية عرفه التاريخ، ولفظته الحياة إلى مستنقع الذكريات المُرّة. بل حتى هؤلاء الطغاة كانت لهم “حدود”، فحين يفكرون بعدوانٍ على بلد من البلدان، يجدون لهم ألسنة كـ”غوبلز هتلر” يفلسفون أو يسوّغون لهم خططهم في الحرب، والغزو، والعدوان. أما ترامب فبعد أنْ شاخت أميركا، وتآكلَ نسيجها، يريد أنْ يُحيي “رِمّة عظامها النخِرة”، بما تبقى من “رحيقٍ” في العالم، الذي -برغم تفسّخ نسيجه الروحي- برزت فيه قوة روسيا من جديد، ورصانة اقتصاد الصين ومتانتها العسكرية، ومثالُ العدالة الانسانية في جنوب إفريقيا، يُضاف إلى ذلك الموقف السعودية الراسخ حيال شرط “حلّ الدولتين”، وموقفا كل من مصر والأردن، برفض “المغرياتِ” للقبول بتهجير أهل غزة!.
ومن طريف ما يفعل المواطنون الأميركان في سخريتهم اللاذعة، أنّ الكاميرا وثّقت، إعلاناً من محطة وقود “إيكسون” في إحدى الولايات الأميركية ترفع شعاراً مكتوباً تحت يافطتها:
(Free Gas Any Day Trump Doesn’t say something Stupid)
وترجمةُ ذلك أنّ المحطة تتعهّد علناً بتوزيع البنزين مجاناً، وبأسعاره الغاليه المعلنة: (3.45 دولار للتر العادي، و3.75 دولار للتر المحسّن، و3.99 دولار للتر الممتاز) لليوم الذي لا يتفوّه فيه ترامب بشيء غبي) من أشيائه، وثرثراته، وقراراته السقيمة، التي جعلت حكومات الأرض، بأسرها تعيد النظر بكل شيء، لأنّ زمام المجتمع العالمي يكادُ يفلت من أيدي الجميع إنْ لم يتخذوا موقفاً حازماً حيال جنون ترامب!.
الحقيقة هي أنّ أي “هزّة داخلية” يمكن أن تتعرّض لها أميركا، ستدفع المجتمع الأميركي إلى مزيد من الانقسام، والتنافر، ويمكن أنْ تتصاعد التناقضات لتكون أخطر مما يُظنّ، بوجود أكثر من سبعين مليون مسلّح في الولايات المتحدة، وبإزاء ملايين أخرى يمكن أن تحصل على السلاح بسهولة، حين تحتاج إليه!.
لقد قال لي مواطن أميركي مرموق، من أصل عربيّ: “ أنا أفرفش عندما اتفرج على تصريحات ترامب فهو يفكر بعد أن يجعلَ إصبعه في مؤخرتهِ ويشمّه فيطلق التصريح”!!

وآخر رفسات “الجحش” المباغِتة لمن وراءَه، أنّه زاد لسيل “قراراته الغبيّة”، اثنين آخرين، إذ هدّد قائلاً: إذا لم تُعدْ حماس جميع الرهائن حتى يوم السبت الساعة 12 ظهراً، مرة واحدة، فسأعتبر اتفاق وقف إطلاق النار لاغياً.
وصرّح أيضاً: سأفكر بإلغاء المساعدات المالية للأردن ومصر إذا لم تقبلا بسكان غزة عندهما!!.
