(تينهينان-ساليسا) أو (الأميرة ناصبة الخيام-المتفوقة)..رواية محادثات تواصلية “سبرانية” فريدة من نوعها!!
“وصدَرت الرواية”..بهذا “العنوان-الكشف”، أعرب الدكتور عبد المطلب محمود العبيدي عن سروره بعد طول انتظار بصدور رواية فريدة من نوعها، وكتب عن ذلك الكشف يقول: “الصديق الرائع المطبعي والناشر السيد كرم البطاط ونجله الشاب سجّاد مشكوريْن، أوفيا بوعدهما وأنجزا صباح اليوم روايتي المشتركة مع الصديقة الجزائرية الشاعرة حبيبة عرّاش باسمها الأدبي (لطيفة العاصمي)، التي حملت عنواناً أمازيغياً (تينهينان-ساليسا) أو (الأميرة ناصبة الخيام-المتفوقة).
صمّمَ غلاف الرواية المهندس الشاب سامر هشام محمد، وصدرت عن دار الحداثة للطباعة والنشر ببغداد-باب المعظم، على أنْ يتم توزيعها من بعد على عدد من مكتبات شارع المتنبي خلال اليومين التاليين بمشيئة الله”.
واعترافاً بحقِّ من هدى “برقية” إلى هذه “المعلومة”، نقول إن الصديق العزيز المترجم البارع الأستاذ سعدون الجنابي، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، هو أوّل من نقل إلينا معلومة الرواية مهنئاً العراقيين والجزائريين بها، فله التحية والشكر!.
ولأنّ الأمر يتعلق بصديقنا الأستاذ “أبي يزن”، وهو قامة عراقية باسقة صحافةً، وأدباً، وأستذةً جامعية، سألناهُ من فورنا عن كتابة شيء تعريفيّ أوليّ بهذه الرواية، التي لم نسمع بما يشبهها في نوع نسيجها. وإليكم ردُّه الجميل الذي يوضح الكثير من خفايا هذه الرواية:
صديقي الأستاذ صباح.. تحياتي واعتزازي..
هذه الرواية تجربة غير مسبوقة كما تأكّد لي، إذ اعتمدتُ في كتابتها أسلوب رسائل (الماسنجر) النصيّة المتبادَلة بيني وبين الأديبة الشاعرة الجزائرية حبيبة عرّاش طوال عام أو أكثر وهي ترغب بإرشادها على كتابة شعر غير عادي تتميز به.
انطلقت الرواية من هذه الرغبة وتشعّبت مساراتها بين ما يُشبه الدروس والنصائح مع أمثلة شعرية من شعراء قدامى أو معاصرين، مع ما عُرِف بـ (بوستات) لأشعار أو عبارات نثرية قريبة من لغة الشعر، وعلامات تقرر استخدامها للإعجاب أو الفرح والحزن.. إلخ، لتحول الدروس إلى تبادل مشاعر وأحاسيس عاطفية فضلاً عن معلومات تاريخية وجغرافية واجتماعية بين بطلَيْ الرواية، وتبادل نصوص شعرية وأدبية لشعراء متصوّفة وغيرهم.
وأدت محادثات الطرفين الـ”رسائلية” إلى تقارب بدا حقيقياً بينهما، كونهما شخصين واقعيين، افتراضياً في الوقت نفسه، لبُعد المسافة الجغرافية بينهما، ولمشاكسة وسيلة التواصل بالتقطّعات من جهة، ومشاكسة واقع حياتيهما وما يتعرض له من ظروف طارئة، مما يُربك علاقتهما ويؤدي إلى قطيعة لا يد لهما بها.
من هنا هي تجربة رواية سردية لا تعتمد أساليب السرد المعروفة، بل نقل المحادثات الـ(ماسنجرية) بصيغة الرسائل الصمّاء السريعة، التي تختلف كُليّاً عما عرفناه من رسائل ورقية يطول زمن تبادلها بسبب النقل البريدي العادي، بحيث تتقاطع العبارات وتضطرب وتتسبب بسوء فهم كذلك.
الرواية بهذا تكشف عن فوائد وسائل التواصل الحديثة ومضارّها.. وعما تقود إليه من علاقات حميمة بين أطراف تتلاشى بينها الجغرافية والزمان والمكان، لكنها تخلق فجوات مربِكة لعدم اعتيادنا على هذه الوسائل الحديثة التي غزت حياتنا. من هنا فالرواية تطرق مجالاً سبرانياً لم يطرقه أحد بهذه الصيغة.
لك صديقي خالص الاعتزاز.
د. عبد المطلب محمود العبيدي