تحليل سياسي

  توقعات سبقت الهجوم الإسرائيلي بــ”300″ غارة على المواقع الإيرانية..

      كُنا نظنّ حتى يوم أمسِ، أنّ أميركا هي التي “تهدّد”، بتوجيه ضربات لإيران بهدف الضغط على المفاوضين الإيرانيين في الحوار المستمر منذ أسابيع بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أنّ الدكتور مليح صالح شكر، قال لي أمس في الساعة السابعة 7.27 مساءً، “رُبما إسرائيل هي التي ستقصف”!!.

    وقبيل شروع الطائرات الإسرائيلية فقط بنصف ساعة، كنتُ أتحدّث مع الزميل سعدون الجنابي على الواتصب حول صور عرضٍ لكتابه “رحلة في ذاكرة شارع الرشيد”، فحثّني على سرعة النشر، خشية وقوع هجمات عسكرية ضد يران!.

     هذه التوقعات، أو الهواجس، تأخذ منحىً آخر في صحيفة “The Times of Israel التي كانت قد نشرت في صفحتها الأولى تحليلاً إخبارياً، بعنوان: “إسرائيل مستعدة لضرب إيران خلال أيام، رغم استمرار المحادثات النووية”، كتبه طاقم الصحيفة و رويتترز.

     وذكر تحليل الصحيفة أن “إسرائيل قد تضرب المنشآت النووية دون مساعدة أميركية، وفق NBC“،  مؤكدة استعداد إيران أيضاً لإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل، ردّاً على أي هجوم. وأشار التحليل الإخباري الى تأكيد عُمان عقد جولة جديدة من المحادثات الأميركية-الإيرانية الأحد المقبل.

    وشدّدَ التقرير، الذي نشرته الصحيفة يوم 12 الجاري على اعتقاد مسؤولين أميركيين أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ هجوم  عسكري ضد منشآت إيران النووية خلال الأيام المقبلة، حتى مع استمرار محادثات عُمان، التي تعثّرت – حسب التحليل- بسبب  إصرار طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض!.

    وكان المراقبون في واشنطن، قد تحدّثوا عن قرب الهجوم الإسرائيلي. جاء ذلك مباشرةً في أعقاب إعلان ترامب أنه “لم يعُدْ واثقاً كما كان سابقاً بقدرة إدارته على التوصل الى اتّفاق مع إيران”.

     وفي الوقت نفسه كان مسؤول إيراني كبير قد كشف لرويترز يوم الخميس أنّ دولة “صديقة” في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة!. لكنّه اكتفى بالقول: “إن هدف الهجوم “التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية”!.

     وإذ يؤكد سيل الطائرات الإسرائيلية التي اخترقت الأجواء العراقية، لتسدّد ما أسمته “موجة هجمات” ضد مئات المواقع العسكرية والنووية والقياديين الإيرانيين، أنّ الضربات ليست “تكتيكية” أو لمجرّد “تحريك المحادثات”، فإنّ طهران أعلنت أنها تدرس توجيه ضربات شديدة القسوة لمواقع إسرائيلية، فيما هدّد المرشد الإيراني على خامنئي، والحرس الثوري بضربات انتقامية!.  

    ومن جانب آخر رآى الخبير الأمني مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن إجلاء الموظفين، يهدف لأبلاغ إيران بأن تدخل واشنطن لمنع إسرائيل من شنّ هجوم ليس مؤكداً. وقال إنّ “الأمر يتعلق بمحاولة دفع إيران لاحترام رغبات الرئيس”، طبقاً لتقرير الصحيفة الإسرائيلية.

      وفي طهران اعترفت المصادر الرسمية الإيرانية بتعرّض منشآت نطنز النووية للقصف، إضافة الى مواقع ومنشآت عسكرية، جرى تدميرها، مشيرة إلى وقوع قتلى، ومؤكدة في الوقت نفسه مقتل قائد “الحرس الثوري” الإيراني حسين سلامي، والعالمين النوويين، فريدون عباس، ومحمد مهدي طهرانجي، وقادة عسكريين آخرين. وأعلن في طهران أيضاً عن مقتل اللواء غلام علي رشيد قائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي، وكذلك مقتل رئيس الأركان محمد باقري . .    

مقالات ذات صلة