تشييع “نصرالله” غداً..(قنبلة تحشيد ذريّة) لإقامة مرقد كمراقد أئمة الشيعة!


تحليل إخباري-خاص بـ”برقية”:
لو استمعتم لآخر خطبةِ جُمُعةٍ له في العراق، لقلتم إنّ ” السيّد آية الله ياسين الموسوي”، يبشّر لا فقط بظهور “الإمام الحُجة” الذي هو على الأبواب، بنصّ كلامه، إنّما، يبشرُ بنهاية “إسرائيل” التي ستبدأ شرارتُها من تشييع جثمانيْ الراحلين “السيّد حسن نصرالله” الأمين العام السابق لحزب الله، وخلفه “السّيد هاشم صفيّ الدين” غداً الثالث والعشرين من شهرنا الحالي.. وقال إنّ عشرات الألوف من العراقيين ومن العالم سيشاركون في مراسم التشييع، وبتعبيره “سترون ماااااااااا يجري في سوريا وفي لبنان وفي الأردن وفي غيرها”!!.
وصار في عِلْم الجميع أنّ “حزب الله” يستعد منذ أكثر من شهر لمراسم تشييع يريدُ صرخَتها بحجم انفجار (قنبلة ذرية)، تشدُّ أنظار الناس في العالم بأسره!.. وأيضاً تحويل “التشييع” إلى استفتاء على شعبية حزب الله من جديد، ثم لإظهار (البُعد الزخمي) في تظاهرة مليونية، تنتهي بدفن “السيد هاشم صفي الدين” في مسقط رأسه، بينما يُدفن “السيّد حسن نصرالله” في أرض معدّة لتتحوّل إلى “مزار” لـ”الحسن بن الحسين”، بتعبير “السيّد ياسين الموسوي”.

الأجهزة اللبنانية مستنفَرة أمنياً، بتوقع حدوث “توتّرات”، لاسيما بحضور ِ”عُشاق نصرالله” من اليمن، العراق، إيران، سوريا، ومن شتى بقاع العالم، طبقاً للمعلن في أدبيات مواقع تتحدّث عن مراسم التشييع الاستثنائية، والتي يُنظرُ لمن يتخلّف عنها على أنه “خائن”، فالمراد تشييع “إيقوني” يجعل من “نصرالله” رمزاً شيعياً له مقامٌ، يُزار، ويُقصَدُ من كلِّ فجٍّ عميق!.
ثمّة حساسيات تكتنف أوساط الحكومة اللبنانية -بحسب الأنباء- تتعلق بما صار يُسمى (تحدّيات التعامل مع تدفق شخصيات سياسية من العراق وإيران واليمن) على وجه التحديد، برغم أنّ المُعلن يشير إلى أنّ وفوداً رسمية وغير رسمية، ستتدفّق من 79 دولة في العالم. وحتى الآن لم تُتَخذ إجراءات قانونية لها علاقة بتفاصيل التشييع. لكنّ المعلن يشير إلى أنّ (التشييع المنتظر قد يؤدّي إلى شلل مؤقت في البلاد، حيث يتوقع تدفق أعداد كبيرة من مناصري حزب الله الى بيروت ، وسط إجراءات أمنية مشددة ومخطط لها، كي تواجه أيَّ سيناريو محتمل)!.
وتحت شعار “إنّا على العهد”، سيمضي التشييع-الاستفتاء، بدرجة عالية من الدِقّة والاحترافية، بحسب مصادر صحفية وإعلامية، مقرّبة من حزب الله. وفي واقع ماجريات الساعات الأخيرة، فإنّ التحشيد يتواصل من “دول محور المقاومة” كما صارت تُسمى، ومن الإقليم، ومن المغتربين في العالم، حتى لقد حوّلت أزمة الاحتشاد في مطار رفيق الحريري الدولي، مطار بغداد الدولي إلى معبَرٍ نحو بيروت، وهو ما أدّى الى حجزِ كاملِ الرحلات بين العاصمتين العراقية واللبنانية منذ أسبوعين.

واللافت للأنظار أنّ “السيّد محمد مهدي نصرالله”، نجل الراحل دخل بوصف صحيفة لبنانية (على خط تجييش جمهور الحزب للمشاركة في التشييع). وكان نشر مقطع فيديو على حسابه في “إنستغرام” قال فيه: “إن الأعداء والمبغضين تكالبوا علينا سعياً منهم لمنع حصول هذا التشييع بكافة الوسائل”. وقال “إن التشييع لن يتوقف على شخص أو بسبب الأمطار”!.
وباختصار، رئيس لبنان العماد جوزيف ترأس اجتماعاً أمنياً للدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية، لتكون في “درجات الجهوزية مائة بالمائة، للتعامل مع السيناريوهات والفرضيات والاحتمالات”!. ويرى ناشطون أنّ “اعتبارات سياسية كُبرى وراء التشييع” ولا علاقة لها بمراسم الدفن، وحزب الله سيضع كل ما لديه من إمكانات لـ”تحشيد الدنيا” بتأكيد أنّ الغياب عن التشييع “خيانة”!. لماذا؟..لأن حزب الله يريد أنْ يفرض بهذا التحشيد “اللامسبوق” معادلات داخلية جديدة تنقلب على مسار تعزيز مشروع الدولة بالمعنى الفعلي”. وثمة من يقول إن الحزب يركز على “شدّ العصب الشيعي الذي يشكل حماية وحصانة”، فيما ستُنفق عشرات الملايين من الدولارات لمقام “ضريح حسن نصرالله”، ليكون أسوة بمزارات الأئمة في العراق وإيران وسوريا.
السيّد حسن نصر الله، سيُدفن بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وكان دُفنَ “كوديعة” في مكان سرّي.
أما “السيّد هاشم صفي الدين” فسيدفن في مسقط رأسه ببلدة دير قانون النهر قضاء صور جنوبي لبنان. إنّ مراسم التشييع، سواءٌ مرّت بسلام، أو تعرّضت لأي من السيناريوهات المحتملة، فليس من المتوقع أبداً أنْ تكون وقائعها “عادية”، إنّما سيحدث “شيء” لا يمكن توقعه، لكنّ أماراتٍ كثيرة، توحي به وتشير إليه، في أوساط لبنانية، وعراقية، وإيرانية بهذا الشكل أو بذاك!.
