المنطقة على حافّة “حرب إقليمية”..وانتصار طهران أو تل أبيب سيحمّل العرب “تبعات خطِرة”!!


صحيحٌ أنّ إيران “تقاتلُ” إسرائيل، بصواريخها أو بقوّةِ أذرعها في دول المنطقة، القريبة أو البعيدة عن حدود فلسطين!. من يُنكرُ ذلك إمّا أنْ يكون مغترضاً، أي أنّ موقفه “غائيّ المحتوى”، وإمّا أنْ يكون أعمى البصر والبصيرة، لكنْ..و”آهٍ من كِلْمةِ لكنْ”، لنْ يكون لنا نحنُ “العرب العاربة القحطانيين، أو العرب المستعربة، العدانيين، نصيبٌ في “انتصار” أي من الطرفين الإيراني أو الإسرائيلي، فكلاهما، تفترقُ عنه غالبية العرب، إما “طائفياً” أو “دنينياً”، وسوى ذاك، فهما يشتركان في محتوى “الوجود” المتطلّع إلى التمدّد، والتغلغل، والاحتواء، والتغيير الديمغرافي، وبشكل من الأشكال، فإنّ كلا “العدوّيين” يتمتّع برغبة “الانتقام” من الوجود العربي الضارب الجذور في تاريخه إلى ما قبل 1500 سنة!.
وفي صددِ أهم تفاصيل الحرب الدائرة، توعّدت تل أبيب بالردّ على وابل الصواريخ الباليستية الإيرانية، فيما يتصاعد النزاع في الشرق الأوسط، ليدفع اللبنانيين إلى مصير محزنٍ، لكنّ الهلع في المقابل، يزداد داخل إسرائيل التي لم تَعْهَدْ من قبل هذا المستوى من الهجمات على امتداد مناطق مستعمراتها.
وأكّد تقرير لرويترز أن طهران حذّرت حلفاء إسرائيل من “التدخل المضاد”. ووصف التقرير هجمات الصواريخ الإيرانية بأنها تصعيدٌ عنيفٌ، مشيراً الى أنّ طهران هدّدت تل أبيب بدمار واسع النطاق، فيما نقلت عن نتنياهو “وعدَهُ” بأنْ يدفع “العدوّ الإيراني اللدود، الثمن” بحسب تعبيره!. ومعروفٌ أنّ واشنطن التي أعربت عن دعمها الكامل والمستمر أبداً لإسرائيل، تؤكد في الوقت نفسه أنها عمِلتْ فعلياً على التصدّي للصواريخ الإيرانية، أو تلك التي أطلقتها أذرعها في المنطقة ضمن هجمات متكررة على إسرائيل!.

ولعلَّ أخطر ما تبعَ إطلاق إيران أكثر من 200 صاروخ استهدفت مواقع توزّعت على نطاق واسع في مدن “إسرائيل”، الأوّل أنّ قرابة 9 مليون في إسرائيل، دخلوا الملاجئ، والثاني تهديد رئيس الأركان الإيراني، بضرب “البُنى التحتية” في “إسرائيل” إذا هاجمت بلاده، فيما وصفت مصادر عربية وأجنبية هذا التصعيد بأنه يدفع المنطقة إلى حافّة “حرب إقليمية”!.
وحسب محلّل عسكري في إطار حديثه لقناة الجزيرة: “ربما يكون للإيرانيين سلاح سرّي، يهدّدون باستخدامه في الردّ على أية هجماتٍ إسرائيلية محتملة على بلادهم”. من جانبه اكتفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتحذير باردٍ للإسرائيليين قائلاً: “لا تدخلوا في حرب مع إيران”!. ومعروف أنّه لا يمتلك صلاحيات تؤهله لأكثر من ذلك، فالرد العسكري مسؤولية حصرية بالمرشد الإيراني علي خامنئي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية.
وبرغم أنّ إيران أعلنت أنها حققت إصاباتٍ مؤثرةً بحشد الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل، إلا أنّ تل أبيب وصفت “الهجمات بالفشل”، والتي “لم تحقق أهدافها”، واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن مع هذا التصريح بعدّه الهجوم الإيراني غيرَ فاعلٍ. وكانت البنتاغون قد أعلنت أنّ القوات الأميركية ساعدت في صدّ الهجوم الإيراني، فيما أعلن البيت الأبيض الشيء نفسه، مؤكداً أنّ واشنطن ستستمر في ممارسة ذلك!.
