الروائي الكبير طه حامد الشبيب لـ”برقية”: حدثٌ جللٌ في “النزيزة” بالمسيّب ألهمني كتابة روايتي الأولى “إنّه الجراد”!


قرأتُ لروائيين كثيرين، عراقيين، عرباً، وأجانب. منهم من يشدُّكَ من “ياقةِ” قميصك، أو يجتذبُ بعض ضوءِ عينيك، وفيهم من يحتجزُ إحساسك لساعاتٍ، ثم يدعُك تتنفّس على راحتِك، ومنهم أيضاً من يُشعرك بأهمّيتهِ المفرداتية، كأحلام مستغانمي، الجزائرية، فرنسية الإقامة، وعاليه ممدوح، العراقية فرنسية الإقامة أيضاً لتميّزهما في انتقاءِ المفردة، وتركيب الجملة المدبّبة، وبالتالي صناعة أدبٍ لا يُشبِهُ غيره في نسيج الرواية العربية من نجيب محفوظ إلى الطيب صالح، فحنّا مينه، فجبرا ابراهيم جبرا، وقبل ذلك عبد الرحمن مجيد الربيعي، وجمعة اللامي، فعبد الرحمن منيف، وغيرهم كثيرون!.
أمّا الروائي طه حامد الشبيب، فهو الوحيد “عندي!!”..وفي عديدِ رواياتهِ التي قرأتُها له، شدّني من نياط قلبي، وأجبرني إجبار النافذ على تتبّع كلِّ سطرٍ من سطور أي من رواياته التي قرأتُها، بما لها من سطوةِ السردِ المتفرّد، جملةً، جملةً، حتى لكأنّك تقرأ في “إنجيلٍ الشبيبيّ”، وما “يُزغللُ” عينيكَ، ويأخذ بلبّك، تلك الخاصيّة المتفردة لدى الأستاذ-الشبيب في سكِّ مفرداته، وصوغِ جمله!..لقد كنتُ من قبل مندهشَ القراءة لرواية كازنتزاكي “تقرير إلى غريكو” بترجمة الراحل الكبير ممدوح عدوان، إلّا أنَّ “لغة الشبيب” بصحتها، ونقائها، وقوّتها، وسحرها، وعُمقها، دفعت تلك الدهشة من طريقها لتحتلَّ هي المرتبة الأولى في الإدهاش، فمع كل سطر أقرؤهُ للشبيب، يباغتني بسطر بعده، وهكذا إلى أنْ ألفظَ آخرَ أنفاسي مع نهاية مباغاتاتِ الراوي الذي “يعجن” الواقع بالأسطورة، الحقيقة بالخيال، المعنى بالمغزى، الإشارة بالعبارة، الخاص بالعام، السياسي باللاسياسي، وهو في كلِّ ذلك، لا ينفكُّ عن إجبارِكَ على إعادةِ ما قرأتُه، ما إنْ تغفلَ للحظةٍ عن الإمساك بخيطِ أفكاره الآسرة، وسردِه المترعِ بالجمال.

وقبل أنْ أترك القارئ مع أسئلتي وإجاباتِ الأستاذ الشبيب المؤنسة، والتي يسجّل فيها بهاءَ أسلوبه الكتابي في الردّ، يسرّني أنْ “أكسرَ التزامي برغبة صديقي الروائي الكبير طه حامد الشبيب”، فأذكرَ أنّه (أديب-طبيب)، بل أستاذ في التدريس الطبّي، وكان من قبلُ عميداً لكلية الصيدلة في البصرة الفيحاء. فهو على نسيج ابن سينا (ت. 1037م) الطبيب العالم الأديب، وابن البذوخ (ت. 1179م) وهو طبيب وصيدلي، وكاتب وشاعر من المغرب العربي، وعبد السلام العجيلي (ت. 2006م) طبيب، كتبَ القصة والرواية والشعر والمقالة، ويعد من أهم أعلام الرواية في سوريا، ومصطفى محمود (ت. 2009) طبيب، فيلسوف، وكاتب مصري، ونوال السعدواي (و. 1931) طبيبة وكاتبة وروائية نسوية مصرية، ويوسف إدريس (ت. 1991) طبيب نفسي وكاتب قصصي ومسرحي وروائي مصري، والدكتور جعفر المظفر، (م. 1943) طبيب اسنان عراقي، مفكر، وشاعر، وكاتب سياسي ،وكمال السامرائي (ت. 1999م) طبيب عراقي وكاتب وباحث في تاريخ الطب، ود. عادل محمد البكري (ت. 2018) طبيب عراقي، كاتب وشاعر وباحث في التاريخ، والدكتور عبد الودود القيسي (و. 1946) طبيب عيون عراقي وشاعر.
أما الآن، فأنتم، وهذه المقابلة النادرة، التي أشرُف بتقديمها لقارئ “برقية”:
**”برقية”: ما المنابع الأولى التي شكلت روافد موهبتك الروائية؟ وما مصدر إلهامك بكتابة أولى رواياتك؟
ــــــــــــــــ الروائي الشبيب: النزيزة، أوّل محلّة في مدينة المسيّب، تستقبل الفرات عند دخوله المدينة من ثغرها الشمالي الغربي، وهو يتلوّى تلوِّي جسدِ فتاةٍ مغناج. يشقُّ حشدَ صفوف النخيل المتراصّة وينسابُ بخَفرٍ رقراقاً ماؤهُ، مُباركاً بأذاناتِ أولى المآذن.. مآذن النزيزة. ففي إحدى لحظاتٍ مُباركةِ النهرِ تلك، إنما سيتفقُ لي أنْ أولّدَ على كتفهِ الشرقية، وهناك سأترعرع. ومنذئذٍ، وأنا أينما أُيمِّمُ مجسَّاتِ وعي نعومة أظفاري، أتلقَّفُ نَفثاتٍ من سِحْرٍ.. سِحْرِ المكان والزمان والإنسان. والسحْرُ متأتٍ أبداً من غرابةِ التوليفةِ الجمالية ما بين العناوين الثلاثة. ولا عجبَ، فأهلو النزيزة، هم ببساطة فقراءُ الطبقة الوسطى.. إنْ صحَّ اجتراحُ هذه التسمية. والناس في هذه الطبقة المُجترَحة لهم خصوصيةٌ مكانية وزمانية وإنسانية، ولن أمضي أبعد في سَبْرِ غورِ تلك الخصوصية. إلا إنَّ بوسعي أنْ أُجمِلَ فأقول إنّ فرادة خصّيصة ناس النزيزة..محلة صباي وفتوتي..مستخلصة من أنَّ واقعهم المعيش لا يقوم على قدمين إلا وهو مُتّكِئٌ على مُخيّلتهم. ذلكم هو: واقعُهم المعيش، في جزء مهمٍّ منه ما هو إلا ابنُ مخيَّلتهم الجمعية. لذا فمن النافل أن يكون عندهم قَصُّ المرويّاتِ المُخلَّقةِ فعلاً وجودياً، ووجوديٌ أيضاً هو مهارتُهم في إقناع مُتلقّي مروياتهم بواقعيتها وحقيقة حدوثاتها. حكّاؤون هم، إذن بالفطرة.. حكّاؤون سحريون، إنْ توخيتُ الدقَّة. وكبيرُ الحكّائين بينهم هو جدّي لأبي، ولَكَم كنتُ محظوظاً إذ عشتُ رَدحاً من زمن حَكيِهِ، أجلسُ إلى جنبهِ، ألتصقُ بكرسيّهِ، فكأنّني ألوذُ بجمالية أدائه وعيناي مشرئبتانِ إلى فمهِ متشقّقِ الشفتين، بفعلِ التدخين. أجل..إنّها النزيزة، ولا أبحثُ عن غيرها منبعاً أوّلَ لروافد (موهبتي) الروائية، على أنّ ثمّة ما سيتضافر مع ماء ذلك النبع لاحقاً مُمثَّلاً بقراءاتي المُبكِّرة لكلاسيكيات الأدب القصصي شرقيّه وغربيّه.

أمّا ما ألهمني كتابة روايتي الأولى، فهو حدثٌ بعينه.. حدثٌ جَلَلٌ. فلقد صَدفَ وجودي في المسيب.. في النزيزة.. خلال أيام انتفاضة آذار 1991، وأيام قمعِها. مشاهداتي، ومسموعاتي أيامئذٍ كانت كل ما ينقص الدمُّلة كي تتفجَّر.. دمُّلةً متناهيةً عميقاً في باطن وجداني. هل كانت تختزنُ وتختزنُ، دونَ تنبُّهي، صَديدَ ألمٍ تداعى من كل حدب وصوب..من أطراف سنيّ عمري؟!. إلا إنّ الأمر كان كذلك حقاً!. ذلك أنّي حين وجدتُني، بعد أشهر قليلةٍ من تلك الأيام، أوكلُ صرختي إلى قلمي وأذرُهُ وحيداً بمواجهة بندِ ورقٍ أبيضَ أبيضَ لا خطوط فيه يسيرُ على هديها.. حين وجدتُني أوكلُ شأنَ صرخةَ انسحاقي لوجداني الذي رزحتُ تحت وطأتهِ أيام الانتفاضة وقمعها الى قلمي، لم يظهر في روايتي الأولى ما يشير أو يلمِّح الى مشاهد من تلك الأيام. لقد تلمَّس قارئُها أسىً مُختَزناً من حقبةٍ سابقةٍ على أيام تفجُّر الدمُّلة. ضروبُ الأسى المُختَزَن تدافعتْ فيما بينها للإنقذاف أولاً مُهتبلةً تفجُّرَ الدُمُّلة.
**”برقية”: أنا أعدّك روائياً مرموقاً ؛ لغتك فيها تفرّد، وجاذبيتك في القص لها حضور طاغٍ ، فما أكثر ما يشكّل تحدياً لك في كتابتك الروائية؟
ــــــــــــــــــــــ الروائي الشبيب: أُقدِّرُ عالياً رأي حضرتكَ بمنجزي.
بالتأكيد التحدّي فنيٌّ ويتمثلُ بالبحث عن مُعادل موضوعي درامي (الحكاية) يعمل كحامل لمقولة الرواية. ولعلني أتراجعُ هنا عن مفردة (البحث)، فأبدِلها بـ(كيف أُخلِّق). ذلك أني لا أبحثُ عن حكاية أأتي بها من الواقع المعيش، تناسب مضمون الرواية، وإنّما أُخلِّقها تخليقاً حتى تنتهي إلى أن تكون وعاءً يستوعبُ (المضمون) فينقلبُ دونما أي نشازٍ منطقيّ إلى المتلقي. فكما تعلم، أخي أبا سيف، أنَّ جمالية النص الإبداعي تتحقّقُ حين يكون فيه الشكل (الحامل) ملائماً تمام الملاءمة للمضمون (المحمول)، وهو المعنى أو مقولة النصّ. وإنّي لأنشُدُ بلوغَ تلك الجمالية في المحاولة، والمحاولة حدَّ الإجهاد في تخليقِ الوعاءِ الحاملِ (الحكاية).

**”برقية”: هل أنت مشدود الصلة الى روائيين عرباً وعالميين، أم ترى لمسارك في معمارية الرواية شأن خاص؟ وكيف تصف لنا ملامح هذا المسار؟
ـــــــــــــــــــــــ الروائي الشبيب: كلُّ مَنْ سبقني في كتابة الرواية، منذ قرون بعيدة وإلى أيامنا هذه، فهو في مصاف أُستاذي ويتوجَّبُ عليَّ إجلالُهُ. غير أنَّ بوسعي الزّعْم أنّي أعمل في مَشغَلٍ لا يشبهُ مشغَلَ أحدٍ منهم. حضرتُك قرأتَ من رواياتي عدداً لا بأس به، وبإمكانك أن تتحقّقَ بنفسكَ من هذا الزَعْم. لا بل إنّ بمقدورك القول بأنّ التفاصيل الفنية لرواياتي التي قرأتها لا تتشابه في ما بينها. الصفة الوحيدة التي تسِمُ رواياتي كلها، ما عدا الرواية الأولى (إنّه الجراد)، إنّها جميعاً تنتمي إلى نهجٍ كتابي أُسمّيهِ (رواية نصّ داخلي)، وهو نهجٌ يعتمدُ تخليقَ الحكاية وليس الإتيان بها جاهزة من الواقع المعيش، كما أسلفتُ في إجابة السؤال السابق. وطبعاً، ثمّة استغراق لابد منه في إيضاح هذا النهج الفني، إلا أنّ مقام الحوار هنا لن يستوعب ذلك الاستغراق.
**”برقية”: كل مبدع في الرواية أو الشعر أو غيرهما يصاب بفترة (خمول إلهامي). كيف تواجه مثل نوبات الفتور هذه؟ وما تعليلك لها؟.
ـــــــــــــــــــــــــ الروائي الشبيب: أصلُ المشكلة في غياب الإلهام عن المبدع يعود، في الواقع، إلى هدأة الوجدان.. إلى استرخائه. فما دام وجدان المبدع منفعلاً، لا تهدأ له حال، لن يغيبَ الإلهامُ عن ساحتهِ الإبداعية. ولكنْ كيف لوجدانهِ أنْ يبقى منفعلاً يمورُ، وهو إذ يمورُ تستعرُ نارٌ في كاملِ كيانِ المُبدعِ..ولا أقلَّ؟!. إذن إنّه أمرٌ طبيعيّ أنْ تكون هناك هدأةٌ وجيزةٌ إشفاقاً بالمبدعِ.. وجيزة وجيزة ولا تستطيلُ، وإلّا فإنّ الهدأة حينذاك تستحيل استرخاءً، فيغيبُ عندها الإلهامُ عن المبدعِ.

**”برقية”: لك حتى الآن عشرون رواية وأزيد؟ هل أنت قانعٌ بمستوى شهرتِك وعددِ قرائِك وتسويقِ رواياتِك؟ أم أنَّ العراق بيئة كتابٍ خائبة؟ .
ـــــــــــــــــــــــــ الروائي الشبيب: إنّها تحديداً تسعَ عشرةَ رواية صادرة، وقد..أقول وقد.. توافيني العشرون في أيّ يومٍ من الأيام. أمّا فيما يخص (الشُهرة) فحضرتُكَ الأعلمُ بيننا بأنَّ الشُهرة لا تعودُ في الأساس إلى رقيّ الإنتاج وحسب. فالشهرة أصلاً من منتوجات الإضاءة. من ناحية أخرى، القراءة في البلاد العربية بالخصوص، وليس في العراق فقط، آخذةٌ في الانحسار. إنّها أزمةُ منتجي النصّ الكأداء. فأنا شخصياً، منذ مدةٍ، أكتبُ من أجلِ ألّا أخيَّب ظن وجداني بي.. وجداني الذي لا يهدأ مورُهُ إلّا قليلاً.
**”برقية”: هل ثقافة الرواية الطويلة لها مستقبل عراقاً وعالماً ؟ وما رأيك بمن صاروا يَعدّون الأدب بجميع مفرداته ترفاً فكرياً، بإزاء ضغوط العصر وتفاقم متطلباته المادية.
ــــــــــــــــــــــ الروائي الشبيب: ابتداءً، لا أتفقُ مع مسمّيات من قبيل رواية طويلة، ورواية قصيرة، أو رواية معتدلة الطول..أرجو أنْ تسمح لي بألّا أتفق مع هذه التسميات. فالرواية إمّا أنْ تكون متكاملة أو إنها تعاني من عَوَرٍ. وأعني بالمتكاملة أنها مستوفية لتوصيفها الجمالي المفترَض.. أيْ أنّ (الحامل أو الشكل الفني) يأتي مُلبيّاً لحاجة (المحمول أو المضمون)، ولا يفيضُ عنها. فالرواية المتكاملة تصيرُ متكامِلة حين تخلو من الفوائض..فائض لغوي، وفائض الوصف، وفائض الحوار، وفائض في الجُمل التي تهدفُ إلى إقناع المتلقي بمنطقية بناء الأحداث وسيرورتها. فإذا خلت الرواية من كل تلك الفوائض فلا ينبغي لكاتبها أن يجور عليها ويقتطع منها، ويقتطع، إرضاءً (لموضةٍ) يتمنّاها بعض القرّاء أنْ تفشى.
وعلى أية حال، الداعون إلى (موضة) تقصير الرواية غالباً ما يكون معظمهم مِمَّن يَعدّون (الأدب بجميع مفرداته ترفاً فكرياً)!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيء من سيرة الروائي:
هي سيرة علمية وأخرى أدبية، وربما هناك ثالثة سياسية . العلمية تتلخص في أنّه أستاذ جامعي متقاعد منذ 2018 في اختصاص التحليلات المرضية .حاصل من كندا على شهادتَي الدكتوراه في علم الباثولوجي وشهادة البورد الكندي في البيوكيمياء السريرية . عملَ عميداً لكلية الصيدلة في البصرة لعامَي 2006 و2007 . ولكن كل هذه المعلومات لا علاقة لها بحوارنا الأدبي وباشتغاله في حقل الأدب عموماً .
أما الشق الثاني من السيرة فيتعلق بالاشتغال في حقل الرواية . له لحد الان 19 رواية صادرة وهي: إنه الجراد .. الابجدية الاولى .. مأتم .. الضفيرة وحصلت هذه الرواية على (جائزة نجيب محفوظ / الثالثة للرواية العربية لعام 2000 .. ممنوحة من قبل المجلس الأعلى للثقافة في مصر ) .. رواية خاصرة الرغيف .. الحكاية السادسة .. مُواء .. طين حرّي .. حبال الغسيل .. مقامة الكيروسين .. وأد .. المُعظَم .. وديعة ابرام .. سأسأة ..في اللا أين .. عن لا شيء يحكي .. خلو .. الى المزاح أقرب .. سفرة سياحية . وفيما يخص الجائزة حسب علمنا إنها أول جائزة عربية تحصل عليها رواية عراقية. ولم تحصل على الجائزة نفسها إلا الروائية العراقية الكبيرة “عاليه ممدوح” سنة 2004 عن روايتها “المحبوبات”.
وكان حصول الروائي الكبير طه حامد الشبيب على الجائزة سنة 2000، عن روايته “الضفيرة”، محاطاً بظروف استثنائية، ففي تلك السنة، بلغت العلاقات السياسية المصرية أسوأ حالها، حيث كان الحاكم العراقي يسمي الحاكم المصري حسني مبارك حينها .. إعلامياً .. “حسني الخفيف” ، فيرد عليه الأخير بشتيمة لا تقل سوءاً .. وهكذا . ومعروف عن الوسط الثقافي المصري .. كباقي اوساطنا العربية، الاذعان للحاكم والتزامهم بما يمليه المناخ السياسي . لذا فقد عُدَّ ، حينها فوز الضفيرة بالجائزة الثالثة مكسباً كبيراً وتجرّؤاً على مناخهم السياسي ما بعده من تجرؤ .
الى جانب هذه المعلومات في السيرة الادبية ، هناك ما لا يقل عن مئتين وخمسين مقالة ودراسة نقدية كُتبت عن أعمال الروائي المحتفى به في هذه المقابلة الأديب الطبيب حامد طه الشبيب، فضلاً عن الكتب النقدية واطاريح الماجستير والدكتوراه . غير أنه كما كتب لي أخيراً في محادثة على الواتصب “يشعر بلا جدوى ذكر كل هذا، وهو جزء من شعور عام باللاجدوى من المضي في الكتابة . والحديث في هذا الشأن ذو شجون حقاً ، لا أحب أن أصدّعك به”!!.