ثقافة

الحمداني واللامي ،و.. العزيز ميلاد..حزمة ذكريات؟!

بين الانشودة و..الانشورة ، تسمية من الصحفي صباح اللامي ، وضمن مفاجآتِه المثيرة.

                       ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم: عكاب سالم الطاهر*

“هو”…الصحفي العراقي ليث الحمداني،

القادم من مدينة الموصل ، والمولود

فيها عام 1948.

و “أنا”…قادم من ريف سوق الشيوخ ،

حيث ولدت عام 1942، على الحافات الشمالية الغربية لهور الحمار ، جنوبي العراق.

  توجهنا نحو العاصمة العراقية بغداد،

وفي الإعلام  العراقي عملنا. من بعض محطات عملنا الإعلامي الصحفي :

هو عمل في جريدة ( طريق الشعب )،

بينما عملتُ أنا في جريدة ( الثورة ).

ولم يكن ذلك معزولاً عن انتماء سياسي ولجْناهُ .

فحين شقَّ ( نهرُ السياسة ) طريقَه

في الأرض العراقية، وتدفقت فيه موجات صاخبة ، في الحد الأدنى من وصفها ، كان ليث الحمداني وكنت أنا

على ضفتين متقابلتين .

  والتقينا مراراً. وكانت ذروة لقاءاتنا،

عملنا سوية في جريدة ( الاتحاد ) ،

التي صدرت في النصف الثاني من

ثمانينات القرن الماضي عن اتحاد الصناعات العراقي. كان الحمداني رئيس تحريرها الفعلي. وكنتُ أحد

محرريها ، مع كوكبة صحفية متميزة،

ضمت ، على سبيل المثال لا الحصر :

رعد اليوسف وعادل العرداوي ، ورشيد الرماحي، وعبد الرحمن عناد ،ولؤي غائب.

كان الصديق ليث مهنياً كُفُؤاً ، بامتياز.

              الاغتراب

وتحت وطأة حصار قاس ، وتداعيات

أخرى مؤذية ، اختار الصديق ليث امتطاء صهوة الغربة. واحترمنا خياره. وبعد أن تم ترحيل النظام العراقي بعملية عسكرية احتلالية عاد الصحفي ليث الحمداني إلى وطنه

العراق. ولكن لفترة قصيرة. حيث

عاد لبلد الاغتراب مجدداً. ومرة

أخرى احترمنا خياره.

            القناديل..

وحين عزمتُ على إصدار كتابي الخامس عشر، وقد حمل عنوان قناديل الذاكرة  ، كان الصديق ليث ضمن ثلاثة كُتّاب دعوتُهم لتقديم كتابي . وكان إيجابياً في تفاعله. وطرز تقديمُه صفحاتِ كتابي بخيوط المحبة والمهنية. وكانت صورته بالسدارة الفيصلية تحتل غلاف كتابي.

             العزيز ميلاد ،

        ومفاجأة من اللامي

كل محبي الصديق ليث ، والمحيطين به ، ينادونه: ابو ميلاد. ولم أرَ ميلاد.

ولم أقرأ له.

وعلى عادته في المبادرة المقترنة

بالمفاجأة ، أعلمني الصحفي القدير

الصديق صباح اللامي ، ومن غربته

في كندا ، ان ميلاد الحمداني ، كفاءة

صحفية جديدة تسجل أولى بصماتها

على أُنشورة ( صدى العراق ).

أضاف الصحفي اللامي:

ليس من المُتاح ، في سني الجُدْب التي نمر بها ، أن تولد موهبة صحافي أو شاعر أو روائي..

لكن ميلاد الحمداني ، وهو من مواليد

1977، ويقيم في كندا ، يخوض تجربة جديدة ، اخترت لها ، انا شخصياً ، أن أسميها ( أنشورة ) ، على وزن ( انشودة).

انها في رأيي ، يقول الصحفي اللامي،

قد تكون متطابقة مع صفحات ( صدى العراق ) التي أنجزها

العزيز ميلاد الحمداني.

وإذ نستجيب لدعوة الصحفي الحبيب ميلاد

بتوزيع ( صدى العراق )

إلكترونياً ، وإذ نتفاعل  مع دعوة أخرى محمّلة

بالمهنية والأخوّة الصادقة صادرة عن اللامي المبدع ..

نتمنى النجاح والتوفيق

للعزيز ميلاد ، ونبعث له

بأصدق التمنيات بالصحة التامة والعمر المديد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*بلطف الناصرية، ومن قلبها “سوق الشيوخ”، وبدماثة أهليها، وعمق تاريخ “أور “..وزقّورتها، ومعابدها، وحضاراتها “المتفردة” الضاربة في زمنٍ لم يكن فيه غير “أهل أور” يعرفون أوّل التمدن، وفجر الحضارة، ومبادئ الدين، وقبل ذلك، عرفوا أوّل حرف، وأول عجلة، وأوّل قانون.. ولم يكن زمنَئذٍ في هذا العالم الذي نعيشه –باعتراف كبار علماء الحفريات- غيرُ أهل “أور” أو “ذي قار” أو “الناصرية” أو سوق الشيوخ.    بكل جمالات هذه المدينة، ومن تأثيرات عمق هذه المناخات كلها، تخلّقت شخصية “أبو شاهين” عكاب سالم الطاهر، الكاتب، الصحفي، الكتُبي، الناشر، المهندس، الذي عرفتُه سنة 1979، مديراً عاماً للدار الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان، يومَها كنتُ محرّراً في جريدة الراصد، فكّلفني صاحبُ امتيازها، ورئيس تحريرها الأستاذ مصطفى الفكيكي، رحمه الله أنْ أراجع الأستاذ الطاهر لنضمن حصّتنا من الإعلانات المخصصة من قبل الحكومة. بعد ذلك، تعدّدت فرص التعرّف إلى هذه الشخصية المحبوبة، المبدعة، المسالمة.. وباختصار، هي الشخصية التي لها نصيب كبيرٌ من لقبها “الطاهر”، فللأستاذ عكاب طُهرانية المواقف الأصيلة، التي يعتز بها كل من عرف “أبا شاهين”. فعليه وعلى طاقته الإبداعية، وهو  في الثانية والثمانين سلام المحبة والود، والدعاء له بتمام العافية وطول العمر. صباح اللامي

مقالات ذات صلة