العالم

اشيونال إنتريست: تنظيم “داعش” مليء بالأيديولوجات البراغماتية!

إنهم ملتزمون بـ”نهاية اللعبة” الأيديولوجية لكنّهم يعملون من منظور واقعي   

             ــــــــ بقلم: كريج نويز ــــــــ

    برقية-“ترجمة”: منذ أكثر من عامين ، استثمر تنظيم الدولة الإسلامية (شرعيته الأيديولوجية) في الخلافة. وكانت تجربة تنظيم “داعش” الكاملة للدولة التي حكمت في سوريا والعراق، قد جسّدت الطموحات الاستراتيجية للجماعة. وفي الآونة الأخيرة، جرى كثيرٌ من الانكماش الإقليمي عن “داعش” أو كيان الدولة الإسلامية، وتراجعت بقوة عملية تجنيد المقاتلين الأجانب.

   ويفسّر العديد من المحللين، والمعلقين، وصناع السياسة ارتداد التنظيم إلى تكتيكات (حرب العصابات) في العراق، وكذلك وجود شبكات الإرهاب العالمية المنتشرة – يفسّرونها على أنها علامات ضعف. ويبدو البعض الآخر مأسوراً بتهديدات ما يُسمى (الخلافة الإلكترونية)!. ومن المهم تحديد واكتناه التهديدات التي تشكلها هذه الاتجاهات المتغيرة. ومع ذلك ، يجب ألا يُصرفَ ذلك انتباهنا عن الأهداف الاستراتيجية الكبرى لبناء (خلافة إسلامية تكفيرية).

   إنّ الدولة الإسلامية تعلن صراحة نيّاتها الأيديولوجية مرارًا وتكرارًا ، بما في ذلك ما نشرته في عدد من مجلتها باللغة الإنجليزية ، دابق (Dabiq). وتُستكمل هذه الدعاية بمؤشرات أخرى لطموحات الدولة الإسلامية ، مثل استثمارها في التعليم وتلقين الشباب. وهذه كلها تكشف عن إصرار (مجموعة سياسية) عازمة على إعادة تعريف الإسلام وفقاً لغايات هذه المجموعة ومقصادها، والقضاء على جميع التفسيرات الأخرى للدين ، وإجبار كل شخص في متناولها على الخضوع لإرادتها. إنّ صنّاع السياسات والمحللين حكيمون في استمرارهم على التركيز على هذه المتغيرات. في الواقع، يجب ألا ننسى التهديدات الثقافية طويلة المدى التي تشكلها هذه المجموعة التكفيرية.

وتشير تحليلات دراسة الحالة لحكم (الدولة الإسلامية) إلى المرونة التشغيلية للتنظيم. وثمة ورقة بحثية حديثة نُشرت في مجلة Small Wars Journal تتعمق أكثر في هذا البحث. ويخلص المؤلف إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية جماعة مرنة وقادرة على التكيّف ، وتستند في اتخاذ قراراتها العملياتية إلى قوّة التأثير والفعالية وليس إلى أيديولوجيتها!. إنها تتبنى النماذج الاقتصادية وتصميمات الأجهزة الأمنية والإجراءات البيروقراطية بغض النظر عن المصدر أو المنشأ. إن عمل المجموعة بمثل هذه الحالات، يؤكد أنها تأخذ بسياسات (النفاق السياسي المفيد) حتى لو تنافت مع طروحاتها الأيديولوجية. ولا شك في أنّ كشف هذه الأساليب الانتهازية للمجموعة، وفضحها ونشرها على نطاق واسع، هو إحدى طرق نزع الشرعية عن المجموعة التكفيرية، وثني المجندين المحتملين عن الانضمام إليها.

  ومع أن أولويات (الدولة الإسلامية) تركّز في المدى القريب على “القوة التنظيمية”..وهذا ما يجعلها تسمح بـ(المرونة التكتيكية)، فإنها تظل جماعة متجذرة في أيديولوجيةٍ لا هوادة فيها. فأفعالها الاستراتيجية وأهدافها طويلة المدى تمليها معتقداتها التكفيرية. ويمكن القول إن (الخط المفاهيمي) الذي تتمحور حوله عملية (صنع القرار) في الدولة الإسلامية لاسيما في الإطارين التنظيمي والاستراتيجي، هو خط “العتبة الإيديولوجية”!.

ويُفهم الخط المفاهيمي الذي تتمحور حوله محاور صنع القرار في الدولة الإسلامية بين الأهداف التنظيمية والأهداف الاستراتيجية على أنه “العتبة الأيديولوجية”. ومع أن التغطيات والتحليلات الصحفية الأخيرة، ركزت على التحولات العملياتية / التكتيكية لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنّ تنظيم (الدولة الإسلامية) بقي بشكل ثابت مركّزاً على العتبة الأيديولوجية في استراتيجيته الكبرى. لذا يجب أن تبدأ أي محاولة جادة لمحاربة (الدولة الإسلامية) بالاعتراف بأن هذا التنظيم عازم على تعريف الإسلام حصريًا على أنه دين تكفيري جهادي!!!.      “يتبع”

مقالات ذات صلة