إلى ولدي سمير
إلى ولدي سمير[1]
ساجدة الموسوي (نخلة العراق)
ما هذي النّومة
يا ابن الحرّةِ
يا ابن الفالةِ والمكوار؟[2]
يا نجماً من زمن الأحرار
مكوارُك كان أداة التصوير
[1] سمير مزبان أحد مصوري العراق الأبطال.. عمل معي سنوات طويلة في مجلة المرأة ، وبعدها عمل مصوراً في وزارة الإعلام .. معارضُ صوره التي التقطتها كاميرته جسّدت ما مرِّ بالعراق من عدوانات وحصار واحتلال وما أعقب ذلك من تداعيات .. وافته المنيّة قبل أيام ، و كان – رحمه اللّه – عزيزاً عليّ وعلى الوطن ، فكتبت له عسى أن تصله وهو في علييّن مع الشهداء زالصّديقين.
[2] (الفالة) عصا طويلة في نهايتها أسنان حادة تستخدم لصيد السمك .. و(المگوار) عصا في نهايتها كتلة صلبة من القير، وكلاهما كانا سلاحاً لثوار العراق في ثورة العشرين 1920 ضد حكم الاحتلال البريطاني للعراق ، وقد هزج الثوار بعد انتصارات عديدة… ( الطوب أحسن لو مگواري ) والطوب هو المدفع .
والفالةُ كانت ماتنشرُ من صورٍ
تفقأ عين الظالمِ وتواسي المقهور …
سجّلتَ بها كلَّ معاناة الناسِ في زمن الجوع وفي هجمات التدمير
وثّقت بكلِّ حرارةِ قلبك
وبكلِّ ضمير ..
كنت تقاتل
فلماذا نمت ؟
النّوم جبان
أحزِنتَ على بغدادَ عروسِ الدّنيا
وهي مكبّلةٌ والشعبُ أسير
أم حين اختطفوا ( أحمد ) قرة عينك
أم ملَّ فؤادك أحزان الغربةِ
والبرد على الأبواب
وأنت حسير ؟
إنّا مثلك يا ولدي ..
لا يوجد بيتٌ لم يبكِ شهيداً أو مفقوداً..
أو يبحثُ في وجعٍ عن ولدٍ أو شيخٍ مأسور ..
ما هذا النومُ أبا أحمد ؟
قم يا ولدي
لصلاة الفجرٍ ..
فبيتُك يحتاج سرورك
وعراقُك يحتاج جهودك..
وغداً
حين يؤذّنُ للنّصرٍ الأبطال
وتضجّ شوارع بغداد
بملايين المحتفلين
سنسأل عنك
ونطلب توثيق المشهد
سيكون رهيباً
ومهيباً…
قم من نومك يا ولدي
قم ..
فقريباً
نحتاجُك ..
***