إحذروا “أبو اللِّبْسان”.. مقالٌ اعتذرت صحيفتان في بغداد عن نشره!
بقلم: حمزة مصطفى
الناس تحترم رجل الدين بل تخشاه خاصة فيما يتعلق بالفتاوى الخاصة بالحلال والحرام. ولعل المثل المشهور “ذبها بركبة عالم وإطلع منها سالم” مصداق لأهمية ما يصدر عن رجل الدين أو علماء الدين من أحكام في مختلف شؤون الفرد خاصة فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات. فالإنسان الذي لايعرف أمور دينه ليس أمامه سوى رجل الدين الفقيه والعالم مثلما يفترض. غالبية رجال الدين الكبار كبار فعلا وقولا, إذ لا يفتون الا بما يعرفون. عند ظهور التلفزيون ومثلما تبارى الكثيرون في مختلف مناحي الحياة كسبل للعيش أو الشهرة ظهر مَنْ عُرفوا بالدعاة ممن منحهم الناس صفة رجل الدين أو الداعية الإسلامي ولعب بعضهم أدوارا مختلفة وبعضها خطير سلبا وإيجابا سواء في إفهام الناس أو تأجيج الناس.
وحيث أن غالبية الناس بمن فيهم المتعلمون يجهلون أمورا قد تبدو بسيطة بالدين لكنها تبقى حكرا لرجاله وهو ما استغله بعض هؤلاء ممن تسلّلوا خلسة الى الشاشة الصغيرة ليتحولوا بعد فترة من الزمن الى نجوم تلفزيونيين يتنافسون مع كبار الممثلين ومقدمي البرامج بل وحتى مع السياسيين. لا اريد التطرق الى مساحة أخرى برع فيها بعض هؤلاء ممن عملوا على شق صفوف المسلمين من خلال تبني التطرف فكرا وسلوكا والسقوط في قعر الطائفية عبر النبش في بطون الكتب التي تعود الى عشرات القرون ليقوموا بنفض الغبار عنها وإعادة تسويقها بوصفها حججا قاطعة ضد هذا التطرّف وهو ما أدى الى إنتشار أيديولوجيا التطرف التي دفع المسلمون أثمانا باهظة بسببها.
غير أنه في زمن “نظام التفاهة”* والمصطلح من نحت المفكر الكندي الآن دونو، لم يجد بعض المتطفلين من رجال الدين أو ممن يحملون هذا اللقب وبعضهم معمم سوى التطرق الى مسائل حتى وإن كانت أقرب الى الأطباء منها الى رجال الدين وتبقى محصورة في العيادات لغرض النصح والتوعية لا لغرض الإنتشار بهدف البحث عن الطشة وجمع أكبر عدد من اللايكات ومعها الأموال. في الآونة الأخيرة انتشر فيديو لرجل دين معمم يحذر فيه الرجال من ارتداء الملابس الداخلية كونها ذات تأثير سلبي على العضو التناسلي. وفي محاضرة طويلة عريضة يقدم نصائح للرجال للإبتعاد عن ارتداء “اللبسان”. طيب أنت “شعليك”؟ وماهي علاقتها بالدين؟ هل لارتداء اللباس الداخلي من عدمه علاقة بالفرائض والعبادات والمعاملات؟ الادهى من ذلك أنه ذهب الى مساحات بعيدة من حيث الإثارة لا لشئ بل لكي يحصل المقطع الذي يبثه في السوشيال ميديا المزيد من الإعجابات ومعها التعليقات الساخرة.