تحقيق

أوراق من دفاتري الصحفية: لمحات من حياة معاذ عبد الرحيم الصحفية.. 

      ولد معاذ عبد الرحيم ابراهيم عام 1932 في مدينة سوق الشيوخ إحدى مدن لواء الناصرية ( محافظة ذي قار) جنوب العراق، ودرس في مدارس الناصرية  ثم التحق بدار المعلمين في بعقوبة حينما فصلته وزارة المعارف بتهمة النشاط السياسي المناهض للحكومة، وتوفي في 23  آب 2022.

      وسنعرض في سطور لاحقة نتائج فصل معاذ وتجنيده في  معسكر الشعيبة جنوب العراق وتهريبه من المعسكر، لكننا بحاجة لمتابعة علاقته بالصحافة. 

     دخل معاذ عبد الرحيم الحياة الصحفية من باب النشاط الحزبي في حزب البعث، وبعدها  في السنوات اللاحقة انغمس في عالم الصحافة متنقلاً من موقع الى آخر.

    وسأحاول في هذه النظرة الى تاريخ معاذ عبد الرحيم أن أرسم  صورة له أرجو أن تكون كافية للتعرف على نشاطاته الصحفية.

 بدأ معاذ حياته الصحفية عندما كان أحد كوادر حزب البعث السري في الشهور الأخيرة من الحكم الملكي وبالتحديد بعد قيام جبهة الاتحاد الوطني التي ضمت أحزاب البعث والشيوعي والوطني الديموقراطي والأستقلال، وكانت له علاقة محدودة جداً بالصحافة حينما عمل مصححاً في جريدة الحرية.

     وقد اتفق الحزب الشيوعي آنذاك مع حزب  البعث على  تدريب أحد منتسبيه على شؤون الطباعة وتحرير النشرات الحزبية السرية فأوفدت قيادة البعث معاذ عبد  الرحيم لهذه الفرصة التي تم تنفيذها في أحد الأوكار الحزبية الشيوعية.

    وقال معاذ لي في سلسلة الإتصالات الإلكترونية معه أن ذلك الوكر الشيوعي يقع خلف جامع الخلاني وقضى 24 يوماً يتردّد عليه ليدربه أبو سلام على فنون الطباعة في الحزب الشيوعي.

صار  معاذ بعثياً عام 1949 بتأثير من جاره في مدينة الناصرية الطالب في كلية الهندسة فؤاد الركابي.

      ويواصل معاذ  حديثه لي أنه وبالاتفاق بين قياديي الحزبين، انتظر في نقطة متفق عليها في ساحة الطيران يقرأ في جريدة ، فجاءه شخص ليبلغه بكلمة السر فاصطحبه الى بيت هو الوكر الحزبي الشيوعي خلف جامع الخلاني.

     وبعد سنوات فهم معاذٌ أنّ ذلك الشخص الذي التقاه في ساحة الطيران كان محمد صالح العبلي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وطيلة أربعة وعشرين يوماً، أمضاها معه، لم يكن معاذٌ يعرف الاسم الحقيقي لرفيقه  الشيوعي سوى بكنية “أبو سلام” .

     وعندما تغيرت الظروف الحزبية والسياسية بعد 8 شباط عام 1963 اعتقلت السلطات البعثية كليهما، والتقيا في الموقف العام بباب المعظم حين عرف أن أبا سلام هو محسن العاني.

   ولمّا ابتعد معاذ عن البعث، مناصراً لموقف  فؤاد الركابي في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ، وبقي يناهض سلوك البعثيين بعد 8 شباط 1963 اعتقلته السلطات في مدينة الناصرية ونقلته مخفوراً إلى الموقف العام بباب المعظم في بغداد، وهنالك عرف أن أبا سلام هو محسن العاني الذي كان موقوفاً معه أيضاً .

   وفي الوكر الشيوعي كان معاذ عبد الرحيم يأتي صباح كل يوم  . وفي كل مرة كان يحمل للتمويه كيساً  فيه خضروات أو فواكه، ويغادر ليلاً.

    وكان مع أبي سلام زوجته التي كانت تقول للجيران ان هذا الشخص هو أخوها، وكانت تساعد زوجها في إدارة شؤون البيت الحزبية.

    كان معاذ طالباً مفصولاً بقرار من وزارة المعارف بسبب نشاطاته السياسية المعارضة للحكومة في دار المعلمين في بعقوبة. وزجّت به الحكومة، وبأمثاله من الطلبة في معسكر الشعيبة بالبصرة بصفة مجندين تحت التدريب، وقال إنّ قيادة المعسكر لم تسمح لهم حتى بحمل السلاح للتدريب.

     قررت قيادة الحزب إخراج معاذ من المعسكر بتهريبه لكي توكل إليه بالمهام الطباعية الحزبية بعد نكسات متتالية في الجهاز الطباعي، واعتقال البعثيين في الأعظمية والكرادة ممن كانت لهم دراية متواضعة في العمل الطباعي ولديهم آلة كاتبة ورونيو. 

     وكان سجاد الغازي حزبياً، عضو مكتب الاتصال ومسؤوله المباشر هو تحسين معلة ، وقد اتصل فؤاد الركابي به ليشرح له سبل تهريب معاذ خارج معسكر الشعيبة.

     ونجحت مهمة سجاد بعد أن اتصل بمسؤول البصرة 

في البعث كامل المشاهدي وهربوا معاذاً خارج الشعيبة، فاعتبرت الحكومة معاذاً هارباً من الخدمة العسكرية.

    واشترك سجاد الغازي مع جعفر قاسم حمودي في تعريف صاحب جريدة الحرية قاسم حمودي على معاذ عبد الرحيم ، فاستخدمه مصححاً في “الحرية”.

   وبقدر تعلق الأمر بمحسن العاني فقد أصبح منسياً بعد أنْ تخلى عن حزبيته الشيوعية ، لكني تتبعت سيرته الشخصية والشيوعية ، وتواصلت مع عدد من الاصدقاء من أهل قضاء “عنه” واتضح أن أبا سلام هو محسن العاني من أبناء عمومة حمدي وحامد أيوب العاني الكادرين الشيوعيين المعروفين ،وجميعهم من عائلة عانية معروفة بلقب ( الأيوب) التي تنتسب الى محلة السّدة في “عنه” القديمة ، وما يزال منها حتى اليوم جيل جديد وعدد من وجهاء العائلة من أبناء(  الأيوب) يعيشون في مدينتهم عنه وفي بغداد.

      والمعروف أن حمدي أيوب العاني عضو محلية بغداد قاد المقاومة الشيوعية المسلحة يوم 8 شباط عام 1963 لعدة أيام لكنه خسر المعركة وفي التحقيق لم يصمد كثيراً ولذلك طوى حزبه الشيوعي صفحته وصفحة هادي هاشم الأعظمي لنفس السبب ، وواصل شقيقه حامد أيوب العاني وأصبح عضواً في اللجنة المركزية وأقام في هولندا حتى وفاته في عام 2013.

والمعروف أيضاً ان مدينة عنه بمحافظة الأنبار أنجبت نخبة مشهورة من قادة الحزبين البعث والشيوعي على مدى عقود التاريخ المعاصر.

     وقد تواصل معاذ مع محسن العاني في سنوات لاحقة حتى أصبح معاذٌ مديراً لتحرير صحيفة الاتحاد الاشتراكي العربي ، الثورة العربية ،فاستخدم صديقه الشيوعي القديم في قسم الحسابات بهذه الجريدة.

      وأبلغني من يعرف محسن عن قرب أن وفاة ابنه سمير في معركة ديزفول في الحرب العراقية الايرانية تركت فيه جرحاً عميقاً حتى صار مدمناً على التدخين وبشراهة وبدون انقطاع وطيلة اليوم.

    وكان البعثي السابق معاذ عبد الرحيم أكثر وفاءً مع صديقه الشيوعي القديم محسن العاني من رفاقه السابقين الذي نسوه. وكان محسن العاني معروفاً عند وفاته عام 1989 ببغداد باسم الحاج محسن الأيوب العاني، ونجح في الستينيات بإكمال دراسته الجامعية في كلية الإدارة والاقتصاد وتوظف في شركة أهلية وأدى فريضة الحج ، وله أربعة أشقاء توفوا تباعاً.

      *****

معاذ في الصحافة العراقية 

دخل معاذ عبد الرحيم معترك الحياة الصحفية العلنية فور قيام النظام الجمهوري في الرابع عشر من تموز عام 1958 عندما انهمك البعثيون في نشاط إصدار صحيفة سياسية عقب الثورة.

ومع أنّ الدور المباشر لمعاذ في تهيئة الظروف لإصدار جريدة الجمهورية غير معروف بالتفصيل لكنه كان حتماً دوراً نشطاً خاصةً وأنَّ القيادة هي التي أوكلت إليه المهمة لأنها هي التي كلفته أصلاً بالتدريب على الصحافة الحزبية في الوكر الشيوعي.

    في اليوم الثالث بعد يوم الثورة ، أي في السابع عشر من تموز 1958  وزعت في العراق جريدة الجمهورية وفيها معاذ مديراً للتحرير.

    إذن سيتولى هذا الوجهُ الجديد في الصحافة جميع المهام المطلوبة لإدارة الجريدة وشكلها ومحرريها والعاملين في طباعتها.

 وصدرت الجمهورية بأربع صفحات وفي ترويستها أن الدكتور سعدون حمادي صاحب الامتياز ورئيس التحرير بينما أصبح معاذ عبد الرحيم مديراً للتحرير.

      وبالرغم من تغيّر اسم صاحب الامتياز  ثلاث مرات هم الدكتور حمادي وعبد السلام عارف ورشيد فليح ، إلا أن معاذاً بقي مديراً للتحرير على مدى أعداد الجريدة الخامسة والتسعين.

وكذلك حافظ معاذ على دوره مديراً للتحرير في المرتين اللّتين تغير فيهما رئيس التحرير هما سعدون حمادي وعبد الوهاب الغريري.

     ويقول معاذ أنه كان على صلة مباشرة مع عبد السلام ومع العقيد رفعت الحاج سري مدير الاستخبارات العسكرية ،  وكلاهما كانا يتصلان به هاتفياً يومياً حول شؤون الجريدة ، وواصل إدارة الجريدة طيلة النهار ولم يكن الدكتور حمادي يأتي إلا في المساء بعد دوامه استاذاً في كلية الزراعة في أبي غريب.

    ومعاذ هو الذي يوزع المهام على جميع العاملين بينما كان سجاد الغازي سكرتيراً للتحرير ، وبعد حين ازداد إلحاجة في الحزب لوجوب استقالة الركابي من منصبه الوزاري .

    وتعرض معاذ لعتاب بعض رفاقه البعثيين وكذلك من العقيد رفعت الحاج سري بسبب اقتراحه جدول  رواتب العاملين في الجريدة.

     ويعرب معاذ عبد الرحيم في أحد إتصالاتي به عن أسفه لأنه أضرَّ باقتراحه لجدول الرواتب بالدكتور حمادي وسجاد الغازي، حين اقترح سبعين  ديناراً للدكتور حمادي، ولسجاد أربعين ديناراً ولنفسه خمسة وعشرين ديناراً.

    ولم يغير رواتب المحررين حين كان راتب كل من حميد رشيد ومحمد حامد ومنير رزوق مائة دينار ومحسن حسين ستين ديناراً

واعتقلت سلطات حكومة عبد الكريم قاسم القياديين البعثيين بعد إغلاقها للجريدة وبعد بضعة أيام ألقت القبض على معاذ عبد الرحيم وأبقتهم في المعتقل حتى صيف 1960، وأطلق قاسم سراحهم بعد تدهور علاقاته مع الحزب الشيوعي العراقي وراحت سلطاته العسكرية تطارد هذه المرة عدواً  أضافياً جديداً.

     ولم تتوفر لدي ًتفاصيل عن نشاط معاذ عبد الرحيم الصحفية بعد إطلاق سراحه، لكنه بالتأكيد توارى عن الأنظار وأصبح طرفاً في الخلافات الحزبية التي عصفت بالحزب إثر المحاولة الفاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم الذي أاتهم أمين السر فؤاد الركابي بتدبيرها، دون الرجوع الى مصادره الحزبية في القيادة القومية والتجأ الى مصر برعاية الحكومة المصرية وأقام فيها لعدة سنوات.

    وكذلك انتقل معاذ الى صفوف الحركة الناصرية في العراق ولكن نشاطه الصحفي أصبح  غامضاً مع فرضية ضعيفة جداً أنه ربما اشتغل في جريدة الحرية.

   وسنرى  لاحقاً  أنّ عبد الرحيم قد أصبح أكثر قرباً من الرئيس عارف ولعب أدواراً سياسية وإدارية هامة في عهدي الأخوين عارف ثم في عهد نظام الحكم البعثي الثاني بعد عام 1968.

وأيضاً ترك سجاد الغازي البعث، وأصبح ناصرياً لكنه واصل نشاطه الصحفي.

    *****

    في خضم التطورات السياسية المتسارعة في تلك السنوات أصبحت الفرصة متاحة أمام معاذ عبد الرحيم للعودة بقوة الى الحياة الصحفية عندما أطاح عبد السلام محمد عارف بالنظام البعثي في 18 تشرين الثاني عام 1963.

   حينذاك أرتأت وزارة الإرشاد ووزيرها الجديد الزعيم الركن عبد الكريم فرحان إصدار جريدة جديدة بإسم الجمهورية ، واختار فيصل حسون رئيساً للتحرير ومعاذ عبد الرحيم مديراً للتحرير الذي كان مدرساً لذلك 

     أعيرت خدماته من وزارة التربية الى وزارة الارشاد لمدة خمس سنوات لكي يتولى منصب مدير التحرير لجريدة الجمهورية اعتباراً من الأول من كانون الثاني عام 1964 لكنه استقر في الصحافة ولم يعد للتعليم بعد أنْ قدم في 15 حزيران عام 1966 استقالته من التعليم .

    و سيلعب دوراً سياسياً أو إدارياً أو صحفياً ومرة واحدة كان له دور دبلوماسي ، في عهدي الأخوين عارف ثم في عهد البعث الثاني بعد 17 تموز عام 1968.

    وفي ملاحظات سمعتها شخصياً من أحد  أعضاء الهيئة العليا للاتحاد الاشتراكي العربي أنَّ عضو الهيئة معاذ كان ينقل للرئيس عبد السلام ما كان يدور في اجتماعات الهيئة العليا التي يترأسها عادة الأمين العام عبد الكريم فرحان الذي يشغل منصب وزير الإرشاد.

     ولم يرغب فيصل حسون تأكيد ذلك لي ولكنه لم ينفِهِ.

ولمّا التأم شمل عدد من العاملين الساخطين الذين عملوا مع الدكتور حازم مشتاق رئيس التحرير قبل 17 تموز ، اتضح أن أحدهم تحسين السوز هو من وضعه النايف رئيساً للتحرير وقال للمحررين أن ( قيادة الثورة) أسندت إليه مهام رئاسة تحرير هذه الجريدة وزعم أن الملازم مشعل التميمي الذي كان حاضراً في الاجتماع  هو مندوب (قيادة الثورة) لهم!

وتشير الوقائع الى ان جميع العاملين في جريدة الثورة لم يحضروا هذا الاجتماع بسبب ظروف منع التحول وعدم توفر وسائط نقل..

    وكان معاذ عبد الرحيم سكرتير التحرير صريحاً حينما أبلغ السوز وبغضب أنّ محرري الجريدة هم خليط من أحزاب وحركات قومية وناصرية وبعثية وشيوعية وهم أحرار في اتخاذ ما يرونه مناسباً لهم ، فقاطعه تحسين في الحديث عن ( مبادئ الثورة) فتوترت الأجواء ولم يجد  الملازم مشعل مفراً سوى مغادرة  الاجتماع إلى مدرعته أمام مبنى الجريدة  وذهب تحسين الى الطابق الثاني ليتولى عمله ووضع اسمه على ترويسة الجريدة في أعدادها المحدودة التي أصدرها  وراح يوقع الكتب الرسمية بصفته رئيسًاً للتحرير التي دامت ثلاثة عشر يوماً فقط. 

وفي خضم التحركات الصحفية التي شهدتها تلك الأيام ، كانت السلطات الجديدة قد عينت منذر عريم رئيساً للمؤسسة العامــة للصحافة والطباعة واستبعدت رئيسها السابــق غربي الحاج أحمد، وجرى نقــل الصحفيين من جريدة الثورة ومنهم معاذ وابراهيم خليل وهادي ومحمد جواد  وهارون محمد  وآخرين من ذوي الاتجاهات السياسية الأخرى إلى مقر  المؤسسة  واستقبلهم منذر عريم بمودة..

    ولم يكن يجمع طرفي الحكومة أي قاسم مشترك، وكل طرف يجر بالاتجاه المعاكس للطرف الآخر وكانت جريدة الثورة تقول شيئاً بينما تقول جريدة الجمهورية شيئاً آخر.

ومن الملاحظات التاريخية لتطور علاقات معاذ عبد الرحيم السياسية مع نظام حكم البعثيين بعد عام 1968 هي أن النائب صدام حسين كان في منتصف السبعينات يعقد ما كان يسمى ندوات الإنتاجية يناقش فيها الموظفين في سبل تطوير العمل في مختلف القطاعات.

     وحضر بعض تلك الندوات قادة سياسيون من البعث ومن الأحزاب العربية والاتجاهات السياسية الأخرى مثل عامر عبدالله من الحزب الشيوعي ومعاذ عبد الرحيم من الناصريين وغيرهم.

      وكان العالم يتابع بقلق بالغ الانقلاب الذي نفذه الجنرال أوغست بينوشيه ضد نظام سيلفادور الليندي، فقتله الانقلابيون، وأودعوا السجون مئات آلالاف من المعارضين وقتلوهم. وقيل وقتها أن الرئيس الليندي لم يستمع لنصيحة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو بالتخلص من بضعة جنرالات في الجيش ليستقر نظام الحكم.

وفي إحدى تلك الندوات التي كانت تنقل على الهواء مباشرة في التلفزيون تطرق معاذ لحادثة الرئيس الليندي  متخوفاً من نتيجة مماثلة في العراق ، فرد صدام عليه ليطمئنه بعدم حصول ما حدث في تشيلي في العراق.

     واصل معاذ عبد الرحيم بريقه صعوداً في الوظيفة ، وعمل دبلوماسياُ مرة واحدة، إذا عُينَ الملحق الصحفي العراقي في العاصمة المغربية الرباط لكنه لم يستكمل فترة خدمته الخارجية عندما حصلت في السفارة مشكلة سمع الرئيس صدام حسين بها وأرسل لجنة للتحقيق ثم اعتمد بعدها جميع توصياتها حين أحال السفير فائز عوني بكر صدقي والملحق العسكري على التقاعد، وإعادة جميع المتورطين الى بغداد ومنهم جاسم محمد علي الساعدي مسؤول التنظيم الحزبي ومعاذ عبد الرحيم الملحق الصحفي، وتوجيه  الشكر لمن لم يتورط.

     والذي حصل أن زوجات هؤلاء الموظفين تعاركن فيما بينهن عندما كن معلمات في المدرسة العراقية في الرباط ، وانسحبت خلافاتهن  الى أزواجهن الدبلوماسيين داخل مقر السفارة.

     وقليل جدا من الذين لم يتورطوا ومنهم مراسل وكالة الانباء العراقية في الرباط تلقوا كتب شكر وبينها كتاب شكر لوليد عمر العلي  مراسل من وزير الاعلام لطيف نصيف جاسم.  

وتولى معاذ بعد قليل من  عودته من المغرب إدارة المكتبة الوطنية في باب المعظم للسنوات 1982 – 1986  ثم تنقل في الوظائف الحكومية ، في الصحافة وفي وكالة الانباء العراقية والدوائر الثقافية ومنها معاون المدير العام لواع خلال فترة مناف الياسين ثم الفترة الثانية لطه البصري ، والمدير العام للشؤون الثقافية بوزارة الأعلام .

      وغادر معاذ عبد الرحيم  العراق عام 1995 إلى الأردن لينتسب  معارضاً لحكم صدام الى حركة الوفاق برئاسة إياد علاوي ومتحدثاً باسمها ومحرراً في جريدتها المستقبل وفي اذاعتها ( السرية) حتى ترك العمل في الوفاق وغادر لاجئاً الى الولايات المتحدة ليقيم في ديترويت حيث سنحت الفرصة للقائه  قادماً مع عائلتي بالسيارة من نيويورك.

     وبقي معاذ عبد الرحيم في أمريكا حتى الاحتلال الأمريكي عام 3003 وعاد الى بغداد لكن الظروف لم تحالفه في النشاط السياسي فتقاعد ببغداد حتى وفاته عام 2022 وكان لديه أبناء منهم سعد، وأشقاء هم المحامي لطفي عبد الرحيم الذي تزوج من إحدى بنات حسين جميل وهاجرا الى نيوزلندا وتوفي بعد وفاة معاذ بقليل، والثاني هو فائق عبد الرحيم الذي يقيم حالياً في أريزونا بالولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة