العراق

أهل الناصرية يهزجون بهدير قلوبهم: “اليوم نطگ ونغيّم والخور نجيبه”..!!

       في تجمهرٍ وطنيّ مثيرٍ للغاية بمدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، شاهدنا تسجيلاً عرضه اليوتيوب، للمئات من أهل المدينة العريقة، وهم يهزجون بهدير قلوبهم لا حناجرهم: (اليوم نطگ ونغيّم والخور نجيبَهْ)!!.   

       نقول: حماسةُ “أهل الناصرية”، البسلاء، الأغيار،  على مياه بلدهم الإقليمية في “خور عبدالله”، لها ما يسوّغها، فليس من المروءة صمتُ الشعب حِيالَ سلبِ حقوق بلده، لكنّ ما ليسَ مُسوَّغاً، أنْ نُحوّل الحماسة، أو العاطفة الوطنية الأصيلة، إلى تهديداتٍ، بأنْ “ نطگ” أي “ننفجر، و”نغيّم” أي نجعل الدنيا سوداء، بدُجنّة الليل، ثم نُهرَعُ إلى اقتحام المنايا في الكويت المُتَهَمة بسلب الحقوق، و”نِجيبَه”، أي نُرجعُ حقّنا في مياهنا الإقليمية لخور عبدالله!!.   

    لا نُريد الخوضَ في تجربة “غزو الكويت”، أو “تحريره” وعدَّه محافظة “النداء”، التاسعة عشرة، أو ما سُمّي حينها عودة الجزء إلى الكل، ثم ما جرى بعد كارثة 2 آب 1990 من خرابٍ عميمٍ للعراق، تجرّعَ فيه العراقيون، سُماً زعافاً، سقتهم إيّاه أميركا، بكأسِ حصار اقتصاديّ دامٍ، انتهى سنة 2003، باحتلال القوات الأميركية، للعراق، وبانتهاز إيران، فرصة الفراغ للتغلغل في بلدنا، وهو احتلال ثانٍ ربما يكون أشرس في أذاه من الاحتلال العسكري الأميركي!.

     ليس من الحصافة أنْ نظلَّ، برغم كلّ ما رآهُ العرقيون من ضيمِ سنينَ عجاف، لصقَ هذه “الهوسات” التي تحرّض على الانتقام، والتغيير القسري، فيما يمكن أنْ يُناقش على المستوى الثنائي، وعلى المستويين العربي والدولي أيضاً. لابدّ من استنفاد حلول العقل، والمسالمة، والمفاوضات، والدبلوماسية، قبل اللجوء إلى “الكيّ” الذي هو في الترتيب آخر العلاجات!.       

   من ذا الذي لا يشكرُ هؤلاء البسلاء من أهل الناصرية الكرام على مشاعرهم الوطنية الأصيلة، إلا أنّ العراق، يجب أنْ يتمسك أولاً –وقبل أي حلّ تهديدي أو عسكري- بما لا يضيّعُ عليه حقه، ويضيف إلى مآسية السابقة والحالية مآسيَ جديد.

مقالات ذات صلة