أبا النعمان..رحيلك موجعٌ..بأيِّ كلِماتٍ أرثيك..وأنت فارسُها!
أبا النعمان..
أيُّ خبرٍ هذا الّذي حملتْهُ صفحات الأصدقاء والزملاء؟
أيُّ وجعٍ؟
نعم نؤمن كما كنتَ تؤمنُ أنَّ لكلِّ أجلٍ كتابٌ، إنا لله وإنا اليهِ راجعون، لكنَّ فقدَ الأعزّاء موجعٌ..
وأيُّ وجعِ في فقد مَنْ هم بمنزلة الأخ الصديق..
ماذا أقولُ في وداعك هنا؟
اعذرني وليعذرني الإخوة والاصدقاء فقد شُلّتِ الكلماتُ وانعقد اللسان، فصدمةُ رحيلك موجعة قاسية..
قبل أسابيع أو أشهر وضعني العزيز الوفي أخونا وصديقنا ابو سيف الكبير بنبلهِ صباح اللامي في سَورة مشاعر متداخلة بين السعادة والألم حين أشار انكما وكوكبة من الأعزاء تستذكرونني في لقاءاتكم ومراسلاتكم..
أسعدني أني حاضرٌ في ذاكرتكم وذكرياتكم، سعادة يتداخلُ معها ألمُ فراقٍ طويل زماناً ومكاناً فرضته ظروف كل واحد منّا.
أتذكّر أخي وصديقي تعارُفَنا عن قرب تحت سقف (القادسية) و(حراس الوطن)، حين التحقتُ بكم وكنتَ أنتَ مسؤولاً عن ملحق القادسية الاسبوعي، وأخي الحبيب ضرغام هاشم مسؤولا عن مجلة حراس الوطن..
كنتُ في مكتب الأخ والصديق الأستاذ ابو خالد وكان يحلو لنا تسميته الأمير الحلو، وهو كذلك فعلاً بنبله ورقيّه..
كان الغرض من اللقاء تنسيبي الى أحدِ الاقسام في الجريدة اليومية، أو الأسبوعي او المجلة، بعد ان التحقت مُتعَبَاً الى الصحافة العسكرية..
وقتها أتذكرُ أنكما أنت أبو النعمان وأبو هاني كنتما في اجتماع مع أبي خالد قبل دخولي.
قال الأمير الحلو: لدي مشكلة في تنسيبك، وأكمل مبتسماً: منذر مصرّ على أنْ تكون معه في الاسبوعي، وضرغام يدعي أحقيته بأن تكون معه في المجلة لزمالة سابقة جمعتكما في الف باء والجمهورية..
وقتَها لم أستطع التعقيب أو الرد وأنا غارق في شعور امتنان.
لم تكن مرّت على تعارفنا المباشر (أنت وأنا) غير ايام قليلة.. أيُّ نبل وأي فروسية فيك ايها البهي..
رجّح أبو هاني كفّة التحاقي بحراس الوطن بطرح فكرة التخطيط لإصدار المجلة أسبوعياً بعد أن كانت شهرية، وأن الحاجة تقتضي ان اكون معه والاخ الحبيب ابو سيف صباح اللامي، وقد كان له ما أراد.
منذ تلك اللحظة وانت بمنزلة الاخ الصديق في وجداني..
هل أرثيك يا ابا النعمان هنا؟.. ام أعزي نفسي بفقدك؟
وبأي كلمات؟.. وأنت اكبر منها كلها.. فأنت فارسها.
اُلملمُ شتات نفسي وأردد معها محتسباً: لا حول ولا قوة إلا بالله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيرة ذاتية للكاتب الصحافي الراحل الأستاذ منذر آل جعفر رحمه الله:
بيتان من شعرهِ شعره وهو في سن العشرين طالب في كلية القانون والسياسة – جامعة بغداد – 1976...كتب يقول: وأنا اقلب في أرشيف صوري القديم وجدت هذه الصورة التي التقطت في ساحة الكلية مع الزميل والصديق الشاعر مروان مالك الحسون وقد كتبتُ على ظهرها هذين البيتين:-
هيهات أن ترجعَ الدُنيا وتُسعدَني
وأنْ أعـودَ إلى أحلى أناشيــدي
نفضتُ كفّي من الدُنيا فلا عجبٌ
إذا بكيتُ وهـذي ليلةُ العيــدِ
-منذر إبراهيم داود آل جعفر، اشتهر باسم مُنذر آل جعفر، ولد في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار عام 1956.
-بدأ حياته الأدبية شاعراً وناثراً ونشر قصائده ومقالاته في الصُحف العراقية والعربية وألقى شِعره على المنصات الجامعية في السبعينيات.
-عَمِل صحفياً في مجلة (صوت الطلبة) مُنذ أن كان طالباً في الصف الأول الجامعي 1974، ونشر كتاباته في صحيفة (العدل).
-كتاباته الرصينة قادته للعمل في مجلة (حراس الوطن) وصحيفة (اليرموك) في بداية العام 1979، وهو أحد مُؤسسي صحيفة (القادسية) 1980.
-في العام 1979 عَمِل في صحيفة (الجمهورية) مُصححاً ثم مُشرفاً لغوياً ثم مُحرراً في قسم الأخبار والتقارير الدولية حتى العام 1986 فيما عَمِل مُحرراً في (إذاعة بغداد) 1982 1985.
-في العام 1985 تسلم مسؤولية سكرتير تحرير صحيفتي (اليرموك القادسية)، وكتب مقالاً أسبوعياً بعنوان (شاهد إثبات) ابتداءً من عام 1985 ولأكثر من ثلاثين عاماً، في (القادسية) عشر سنين، وعشرين سنة في صُحف عدة.
-أنهى دورةً في المدرسة الصحفية العالمية (التضامن) في بودابست هنغاريا في العام 1990، ونقل مقاله الصحفي الأسبوعي (شاهد اثبات) في العام 1995 إلى صحيفة (العراق).
-في عام 2003 وتحديداً في أواخر تموز انتخبته الأسرة الصحفية والإعلامية عضواً في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين لمدة سنتين، ونال الجائزة الأولى في مسابقة المقال الصحفي التي أجرتها النقابة في العام 2013.
-نشر مقالاته بعد عام 2003 في صحف (الوطن، الزمان، العراق، الناس، الغد)، هو عضو في عدد من النقابات والاتحادات والجمعيات المحلية والعربية والدولية منها نقابة الصحفيين العراقيين وجمعية الحقوقيين العراقيين ونقابة المحامين والاتحاد العام للأدباء والكُتاب في العراق واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، كما مارس المحاماة لعديد السنين.